فن وثقافة

مولد محمد رسول الله

 

 

عبد النبي الشراط 

يكثر الكلام في مثل هذه الأيام عن مشروعية الاحتفال بذكرى مولد النبي الرسول محمد صلى الله عليه وآله، بين مؤيد ومعارض، بين من يرى هذا الاحتفال بدعة (وكل بدعة ظلالة وكل ظلالة في النار) حسب رأي المعارضين، وبين من يحتفي بالذكرى استحضارا لحياة هذا الرسول الأكرم وما قدمه من تضحيات في سبيل نشر الرسالة التي أُوكل بتبليغها من قبل الله للبشرية في كل أنحاء المعمور.

وبغض النظر عن أقوال الفريقين وحججهم، وسواء كان ميلاد الرسول الأعظم يوم 8 أو 10 أو 12 أو 18 من شهر ربيع الأول (حسب الروايات المتعددة وهي أربعة طبعا) وبغض النظر عن تاريخ بداية الاحتفال بهذه الذكرى العظيمة حيث تفيد بعض المصادر أن أول من احتفل بذكرى مولد الرسول الكريم أحد الخلفاء الفاطميين (الشيعة) سنة 350 هجرية، وبغض النظر عن كل ما قيل ويقال طيلة هذه المدة، ولن ينتهي الكلام طبعا إلى يوم الدين وقيام الساعة، فإن الاحتفالات التي تقام في مختلف دول العالم الإسلامي إنما الهدف منها استحضار سيرة هذا الرجل العبقري الذي رغم كل المؤامرات التي حيكت ضده وضد المؤمنين برسالته خلال بعثته الشريفة في مكة، فإنه استطاع أن يصمد ويقاوم حتى تكللت جهوده بالنصر العظيم خلال عودته لمكة المكرمة بعد أن كان قد طُرد منها هو وأصحابه وأهل بيته وأسس بعد ذلك أول دولة مدنية في التاريخ الإنساني، حيث أقر من خلال وثيقة المدينة روح التعايش بين المؤمنين برسالته والذين لم يؤمنوا به مطلقا.. 

إن الاحتفال الرمزي بذكرى ميلاده الشريف إنما هو استحضار لكل ما قام به هذا الرسول الكريم طيلة 23 سنة وقد استطاع أن يغير وجه التاريخ بكل تأكيد.

إن الاحتفال بمولد الهادي والرسول محمد لا يجب أن يحتفل به المسلمون فقط، بل يجب أن يحتفل به اليهود والمسيحيين والصابئة والبوذيين وغيرهم من أهل الديانات السماوية والوضعية، لأن محمد لم يأتي برسالته للعرب فقط، وإنما رسالته كانت شاملة لكل بني الإنسان سواء من آمنوا به أو لم يؤمنوا… لقد كانت رسالته واضحة المعالم ومحددة الأركان من قبل الله الواحد إذ أمره ربه أن يبلغ الناس رسالته فقط، بلا قوة ولا عنف (لست عليهم بمسيطر) (وما أنت عليهم بحفيظ) (وما أنت عليهم بوكيل).

يامحمد… قل كلمتك وامض… 

إن المؤمنين الذين يحتفلون بهذه الذكرى لا يشركون بالله ولا يؤلهون محمدا، ولا يرتكبون ذنبا… إنهم يجتمعون على ذكر الله وإقام الصلاة، ويذكرون الله كثيرا ويسبحون بحمده ويصلون على الهادي محمد.

فقط..

ونحن في المملكة المغربية نحتفل بهذه الذكرى العظيمة، ملكا وشعبا، ويخص أمير المؤمنين باعتباره سليل الدوحة النبوية ومن آل البيت عليهم السلام ليلة هذا المولد الشريف باحتفال خاص، يجتمع فيه كبار رجال الدولة والسياسيين وفعاليات المجتمع، يجتمع الملك وهؤلاء لذكر الله والصلاة على محمد.

اللهم صل على محمد وآل محمد.

 

اللهم صل على محمد وآل محمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock