فن وثقافةمقالات الرأي

ويسألونك عن النظام الأساسي

الأستاذة حياة الدخيسي فاس.

ويسألونك عن النظام الأساسي، قل هو وابل يريدنا صلدا، لم يدع لنا لا كرامة و لا قوة، هو استعباد لشخصية المدرس وتزفيتها حتى يسهل عليهم تمرير مخططاتهم على حسابنا من تكميم للأفواه وخوصصة للمدارس وإبرام عقد لاشعوري نتوافق فيه و إياهم على الفقر والنحس والموت البطيء.

فاستنزاف الطبقة المتوسطة والفقيرة هو الحل تحت شعار “متقيسش ملاييري”، إنه حزام ناسف من العقوبات التأديبية المسطرة ضد اللصوص ومختلسي المال العام، عفوا بل ضد الأساتذة الشرفاء الذين دوما ما يرددون: “لا للغش” “لا للعنف” “حب الأوطان من الإيمان”…


يريدون أستاذا تحت الطلب بمعايير الخنوع والذل، لا يقول “لا”، لا ينتفض من أجل حقوقه مقيدا بسلاسل العقوبات ومتهالكا بكثرة المهام، يريدون أستاذا كسير الكرامة، مشلول الإرادة، فهل تم تأسيس دويلة صغيرة داخل مجال التعليم بمواصفات الاستبداد والدكتاتورية نُؤمر فنطيع ؟! ألسنا داخل مغرب الحداثة والديمقراطية والدفاع عن الحق المشروع…؟!


تذكروا يا حائزي الكراسي أن العقل لا يُعتقل وأن الحق هو ما يزهق الباطل، لن تكمموا أفواهنا الصارخة بالحرية والكرامة والعدالة… فإن كنتم من عصر الظلمات فنحن من عصر الأنوار، فهاتوا مشانقكم لن تُلْتَف إلا حول الأعناق المتطاولة…
تذكروا وأنتم تصغّروننا لتكبُرُوا و تتكبروا…تهددون وتتوعدون…فمن نحن؟


نحن الوطنيون الذين يؤدون تحية الوطن كل صباح اثنين…نجدد الولاء والمحبة على أمل قضاء أسبوع مستقر في حمى الوطن.


نحن من يحتفل بأعيادك يا وطني من ذكرى مسيرة واستقلال وجلوس على العرش لنؤسس لهوية جماعية…نبث في أجيالك حب الوطن…فأدبونا، أدبونا و لا تأخذكم بنا رأفة حتى نعلم أن زمن البر قد ولى وأنه لا يفلح إلا من عق الوطن وبدد ثرواته، فما بدت سوآتهم ولا هم ملعونون.


نحن يا وطني من يلطخ بذلته البيضاء بألوان قزحية… بها نرسم مستقبل أبنائك…نرسم ابتسامتهم متى نجحوا وتخرجوا وتوظفوا، فأعدمونا إن شئتم فنحن لا نموت… فروعنا يانعة في كل مكان، ممتدون فيك نحن يا وطني من الشمال إلى الجنوب..


نحن البؤساء و لا نخونك يا وطني، الكثير منا مغترب في وطنه عن أحبابه، نازحون نحن في فرعيات تنعدم فيها الحماية وأدنى شروط العيش الكريم، منا من يمتطي الدواب ليصل إلى مدرسة مهترئة أبوابها ونوافذعا ومنا من ينهي خدمته بأمراض نفسية… منا نساء يتعرضن للتحرش ومنا من يقضي نحبه في الوادي أو الزلازل ولا شيء يثنينا عن أداء واجبنا…


نحن يا وطني من يعلم أجيالك النشيد الوطني”في فمي وفي دمي هواك ثار نور ونار”، فهل عساك تبادلنا حبا بحب، وهل عساهم يدركون أن أي مساس بالأستاذ هو مساس بالوطن؟! وأن هذا ما لنا فمن أين لكم أنتم بهذا !؟
عاشت أقلامنا منتصبة مغتصبة، ولا عزاء لمن لا تعنيه كلمة الشرف، ألقوا بحبالكم و عصيكم لن تخيفونا أو ألقوا بأنفسكم ساجدين لرب “إقرأ”.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock