الصحراء مغربية وليست قضية احتلال، إنها قضية أطماع اتجاه المغرب.
د. مجيد فهمي
بعض إخواننا قد يُضللون بأسطوانة الشعب الصحراوي المظلوم وتُدغدغ مشاعرهم بالخطابات الحقوقية المشبوهة…إلا أن عليهم أن ينظروا للتاريخ والحاضر والمستقبل بعين العقل، ويتأملوا الملحوظات التالية :
– أغلبية الصحراويين يوجدون في الأقاليم الجنوبية للمملكة وفي غيرها، ولا يمكن لأقلية مغرَّر بهم أو متاجر بهم أن يقرروا في مصير الوحدة الترابية للوطن.
فالقضية قضية مصير أمة مغربية ولا يجب أن تبقى رهينة أشخاص أو قبائل…، صحراويين أو غيرهم…
– قضية الصحراء المغربية ليست قضية سياسية بالدرجة الأولى ترتبط بتصفية الاستعمار أو تقرير مصير أقلية…، بل هي في العمق قضية اقتصادية واستراتيجية…تُخفي طموح وجنون الجزائر وجنوب أفريقيا ومن معها من الدول الداعمة للسيطرة على ثروات المنطقة وامتلاك واجهة بحرية مهمة ومعبر استراتيجي نحو أفريقيا…
– العلاقات الدولية أضحت تقوم اساسا على المصالح وليس المبادئ…لذا على الشعب المغربي أن يكون يقظا في التعامل مع بعض المناورات الأوربية والعربية…
– الوجود الاقتصادي المغربي في أفريقيا أضحى يقض مضجع العديد من الدول، بما فيها التي تسمى بالصديقة . لذا فكل المناورات مرتقبة لإرباك المغرب وتعطيل مصالحه…
– تقرير المصير والاستفتاء مخرجان غير واقعيين، وخطابات الحرب الباردة أكل عليها الدهر وشرب…
– الحل السياسي طال أمده واستنزف الكثير من الجهود والأموال…لذا ففرض الأمر الواقع بالقوة العسكرية والبشرية أمر لا مناص منه.
– قضية الصحراء قضية كل المغاربة. لذا فالدفاع عنها فرض عين وليس فرض كفاية.
فالواجب يفرض الاصطفاف وراء القوات المسلحة الملكية ومختلف الأجهزة الأمنية لإعادة الأمور إلى نصابها وإنهاء هذا المشكل المفتعل. وإن اقتضى الحال تنظيم إنزال جماعي لكل الشعب المغربي بمناطقه الجنوبية حتى يتأكد الخصوم أن المسألة وجودية بالنسبة إليه، وليست مرتبطة بفئة أو قبيلة…
إن الأحداث الأخيرة التي تعرفها المنطقة قد تكون فأل خير على المغرب لتغيير مقاربته للقضية. ولندرك جميعا أن العالم لا يعترف إلا بالقوي… الظرفية تستدعي الإجماع والوحدة…فالوطن ينادي الجميع، والوطنية تقتضي التمييز بين الأمور العظيمة والخلافات العابرة…
عاش الوطن موحدا قويا حرا كريما. ولا عاش من خانه.
الصحراء المغربية