مقالات الرأي

هل نحن مسلمون؟

عبد النبي الشراط
مع كل مناسبة دينية/ اجتماعية يتجدد الحزن ويعتصر الألم الكثير من المؤمنين المستضعفين الذين لا يجدون ما ينفقون حتى في الايام العادية، بله أن يجدوا مبلغا ماليا باهضا بالنسبة لهم في مناسبة كمناسبة (عيد الاضحى) الذي بات تشريعه أكثر من الدين نفسه…


مع إطلالة كل شهر رمضان الذي نسميه كذبا وزورا شهر الرحمة والمغفرة، إذ كيف يكون كذلك والعائلات الغنية والمترفة تبذر الملايين وتلقي بثلثي أطعمتها في قمامة الزبالة، بينما الملايين من المستضعفين لا يجد أغلبهم ما يسد به رمقه خلال ٱذان المغرب؟


(عيد الاضحى) الشهير الذي ليس هو من الدين في شيء،، بل أصبح عادة اجتماعية مقلقة جدا للكثير من العائلات والأسر..


البعض يبيع أفرشته وبعض ما يملك ببيته البسيط بأبخس الأثمان كي يشتري لأطفاله (العيد) وكثير من حالات الطلاق تقع في هذه المناسبة (الدينية) العظيمة بسبب اشتهاء أم الأطفال (حولي) سمين مثل جارتها فيعجز الأب عن ذلك فتتفكك الأسرة بسبب عيد الأضحى (المبارك).


الكثير الكثير من الأطفال يقضون نهارهم يبكون لأن والدهم عجز عن شراء العيد..
والكثير الكثير…


فيما يطلع علينا بعض (الدعاة) والمتدينون المزيفون بفتاوى سخيفة تقول بأن الأضحى مجرد سنة فمن استطاع أن يشتري فله ذلك ومن لم يستطع فلا حرج عليه!


وينسون أن الأمر قد خرج عن سيطرة الدين وأضحى موضوعا اجتماعيا صرفا، يسبب الٱلام والعذاب النفسي للكثيرين منا…


المتدينون البورجوازيون يقولون أن الله رزقهم وأن الله فضل بعض الناس على بعضهم في الرزق، دون أن بفهموا مدلول معنى هذه الٱية الكريمة، بينما يتجاهلون ٱيات قرٱنية أخرى تفرض على الأغنياء أن يؤدوا حقا واجبا في أموالهم السائل والمحروم..


فهل نحن مسلمون؟
هل نتبع تعاليم الإسلام الحنيف الذي يأمر بالتضحية من أجل الٱخرين؟
كيف ندعي أننا نؤمن بالله وبرسوله وبكتابه وباليوم الٱخر دون أن ننفس على المحتاجين كربتهم في مثل هذه المناسبات سواء كانت فرضا أو سنة أو عادة اجتماعية.. لا يهم..


كيف يمكن لبعضنا أن يتباهى صبيحة العيد بنحر خروف بينما جاره إلى جنبه غلق بابه بإحكام ومنع أطفاله من الخروج حتى لا يشعرون بالأذى. أذى عيد الأضحى المبارك!


وأنا أسأل جميع الفقهاء وما يسمى بعلماء الدين أن يأتوا بنصف دليل على أن صحابة النبي كانوا يذبحون الأكباش يوم عاشر ذي الحجة وأخص منهم بالذكر الخليفتين أبو بكر وعمر اللذين لم يسبق لهما على الإطلاق أن ذبحا الأكباش يوم العيد ومعم بقية الصحابة الأوائل الذين كانوا يتصدقون على الفقراء بقيمة العيد..


قد لا يتسع المجال هنا للاستشهاد بكتب التفاسير والأحاديث الموضوعة نفسها، فحتى هذه المصادر لا تنقل لنا سوى أن النبي الأكرم صلى الله عليه وٱله، كان يذبح كبشين ويقول: هذا عني وعن أهل بيتي وهذا عن أمتي..
وعلى الأقل صحابة النبي اقتدوا برسولهم الأعظم في هذا وكانوا لا يذبحون مخافة أن يعتقد الناس العامة أن هذه فريضة..


فقط في عهد العباسيين أصبحت هذه العادة فريضة على الناس.. كيف فرضت؟ لماذا فرضت؟ الله أعلم..
ملخص القول:
إذا كنا مسلمين لله حقا.. فيجب علينا أن نتقاسم ما نملك مع من لا يملك..
أما مسؤولية الدولة فلن أتحدث عنها لأنها خارج التغطية..
ولله الأمر من قبل ومن بعد..
والقرٱن الكريم بريء من هذا العبث

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock