مجتمع مدني

يوسف ضماني… حين ينهض الفعل الجمعوي من قلب الأحياء الشعبية بسلا

إبراهيم بن مدان. 

في مدينةٍ تُصاغ فيها المصائر غالبًا بعيدًا عن الأضواء، تبرز أحيانًا مسارات إنسانية تستحق أن تُرفَع إلى مرتبة القدوة. مسار يوسف ضماني، ابن مدينة سلا، يُعدّ واحدًا من تلك المسارات الملهمة التي تشهد على معنى الالتزام، والصمود، والإيمان بالفعل الميداني.

فاعل جمعوي من طراز خاص

على امتداد سنوات من العمل المتواصل، رسّخ يوسف ضماني مكانته كأحد الوجوه الموثوقة في النسيج الجمعوي السلاوي. حضوره الدائم، واستعداده الدائم للإصغاء والتدخل، جعلاه وسيطًا طبيعيًا في حل النزاعات وتقريب وجهات النظر. حيث يرى الآخرون خلافًا، يرى هو فرصة لبناء الجسور وترميم الثقة.

قوة ضماني لم تكن يومًا في الخطاب فقط، بل في القرب من الناس، وفهم نبض الأحياء، والقدرة على تحويل الطاقة الشعبية إلى مبادرات بنّاءة. بفضل احترامه الواسع وعلاقاته المتوازنة مع مختلف الفاعلين، ساهم في إنجاح العديد من المبادرات الاجتماعية والشبابية التي تركت أثرًا ملموسًا على أرض الواقع.

مشروع رياضي برؤية اجتماعية

من رحم هذا الالتزام، وُلد مشروع طموح يحمل بُعدًا اجتماعيًا عميقًا: إحداث العصبة الوطنية لفرق الأحياء لكرة القدم بسلا. مشروع يهدف إلى إعادة الاعتبار لكرة القدم الشعبية، وتنظيمها في إطار مؤسساتي واضح، يضمن:

بطولات منظمة وذات مصداقية،

تحكيمًا مهنيًا ومحايدًا،

تصنيفات دقيقة ومنتظمة،

فضاءً رياضيًا يحمي الشباب من الفراغ والانحراف،

ومنصة حقيقية لاكتشاف المواهب الكروية المدفونة في الأحياء.

لأن الرياضة ليست حكرًا على النخبة، ولأن كل ملعب ترابي قد يُخفي موهبة تنتظر من يمنحها الفرصة.

نداء إلى مدينة سلا

هذا المشروع لم يعد مبادرة فردية، بل أصبح شأنًا جماعيًا يخص مدينة سلا بأكملها. هو نداء لكل من يؤمن بقوة الشباب، وبقيمة التضامن، وبأن الرياضة يمكن أن تكون قنطرة للاندماج والنجاح.

قد يتعثر الإنسان، وقد يسقط، لكن القيمة الحقيقية تُقاس بالقدرة على النهوض. يوسف ضماني نهض، ويحمل اليوم رؤية قادرة على تغيير مسارات كثيرة، إن وجدت الدعم والمواكبة.

في سلا، كثيرون يُجيدون الكلام… وقليلون يُتقنون الفعل.
ويوسف ضماني من أولئك الذين يتركون أثرهم بالفعل لا بالشعارات.

إن دعم هذه المبادرة هو دعم لأحياء سلا، ولشبابها، ولمستقبلها.
لأن القادة الحقيقيين لا يفرضون أنفسهم… بل ترفعهم ثقة الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock