مقالات الرأي

هل المغرب دولة تحترم حقوق الإنسان حقا؟

كتب/ عبد النبي الشراط.


في الكثير من مؤسسات الدولة، لا يعتبر فيها الإنسان إنسانا بالمعنى الحقيقي للإنسانية، وفي هذه المؤسسات يتعامل موظفوها ومسؤولوها بطريقة فجة وعنيفة مع المواطنين، الذين هم أولا وأخيرا يعتبرون من فصيلة الإنسان، مثلهم مثل أولئك الذين يعاملونهم باحتقار وغباء..


ولدينا الكثير من الأمثلة، على سبيل المثال بعض القياد (قائد) يعتبرون أنفسهم فوق كل شيء، ويتعاملون مع المواطنين (أبناء بلدهم وأبناء جلدتهم) باحتقار غبي، حتى في الإدارات العمومية الأخرى على اختلافها وأنواعها يتعامل موظفوها وموظفاتها مع بني جلدتهم باستعلاء كبير، بمعنى أن الموظف إنسان، والمواطن الذي يظطر لخدمات هذا الموظف أو ذاك لا يعدونه حتى من فصيلة البشر.


تخليق الحياة العامة يحتاج إلى سنوات ضوئية كي يشعر المواطن أنه فعلا مواطن له حقوق كما عليه واجبات، وإذا كان من الصعب علينا أن ننتظر هذه السنوات الضوئية فإننا نأمل في ثورة من الأعلى، ثورة يقودها الملك شخصيا ضد المسؤولين والموظفين المتخلفين الذين لا يستحقون المناصب التي يتربعون على كراسيها.. نحن دولة صحيح.. لكننا لسنا مواطنين، نحن حيوانات وحشية فقط ونستحق العقاب الأبدي من طرف (سادتنا وأولياء أمورنا الفاسدين) الذين لا شك سببوا وما يزالون يسببون للدولة في متاعب شديدة.. كادت في بعض الأحيان أن تعصف بالدولة نفسها، وما جرى سنة 2011، ليس ببعيد عنا..


لقد إنتظرت الدولة حتى يكثر مفسدوها وظالموها ولصوصها ومجرموها، ثم ينتفض الشعب فتضطر الدولة لإصلاح الأخطاء..


عشنا من قبل ما يسمى في الإعلام بسنوات الرصاص، عشنا السجون والمعتقلات الرهيبة والتعذيب النفسي والجسدي، وخسرنا الكثير من شبابنا وقادتنا الذين قضوا نحبهم في تلك المعتقلات الرهيبة والسجون المظلمة، وكدنا نفنى جميعا.. والسبب .. هو ظلم المسئولين المجرمين والموظفين الخبثاء الذين لا يحترمون المواطن، قد يصبر الناس سنوات على القهر والظلم، لكن في لحظة واحدة، قد ينتفضون.. وحينها ستخسر الدولة الكثير، تخسر سمعتها أمام العالم، وتخسر شعبيتها بين مواطنيها، وتخسر هيبتها أيضا، وإذا خسرت الدولة هيبتها فلتنتظر الجحيم..


لطالما نادى الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه بتخليق الحياة العامة، ولطالما نادى جلالته على المسئولين بفتح أبواب الإدارات التي يرأسونها في وجه المواطنين والاستماع لقضاياهم وحل مشاكلهم، لكن هؤلاء لا يسمعون ولا يبصرون..

إن المسئولين الذين يستهينون بخطابات الملك ونداءات الملك لا يستحقون تلك المناصب ولا تستحقهم.. إنهم مجرمون وعصاة لولي الأمر الذي بح صوته حفظه الله من شرهم من كثرة النداءات والخطابات والتنبيهات..


مناسبة هذا الكلام الذي كان يجب ألا يكون هو ما يتعرض له سجين بمدينة الناضور من تعسف وعدوان على حقه البسيط جدا في احترام ٱدميته وحياته كإنسان، لكن إدارة السجن بالناضور فضلت أن تصم ٱذانها عن كل الطلبات والنداءات الإنسانية الكبيرة.


تعرض هذا المواطن للضرب والتنكيل والحرمان من كل شيء في حياته، فوضعته هذه الإدارة في سجن إنفرادي دام لحد الٱن أكثر من أسبوع، فقاما شقيقه ووالدته بزيارة السجن لاستطلاع ما تناهى إلى علمهم بأن ابنهم تعرض للتعنيف، وذلك بتاريخ 11 أكتوبر الجاري..


لكن مدير سجن الناضور رفض طلب العائلة بزيارة سجينهم معللا ذلك بأن زيارته مبرمجة يوم الإثنين 14 أكتوبر الجاري وانتظرت الأم المسكينة رفقة ابنها الٱخر الأستاذ ربيع الإدريسي هذه المدة منتظرة الإثنين، لكنهم منعوها من زيارة فلذة كبدها بدعوى أنه في سجن إنفرادي والزيارة ممنوعة، وتأكد لعائلة السجين أن ابنهم حقا تم ضربه والاعتداء عليه جسديا وأن إدارة السجن تتهرب من رؤية السجين وٱثار الضرب المبرح بادية عليه.


فهل يوجد قانون يبيح للسجانين ضرب السجين؟
وهل يوجد قانون يمنع الأم من رؤية ابنها السجين؟
هذا السجين ليس متهما بالإرهاب ولا متهما بخيانة الدولة، ولا هو معارض سياسي حتى، إنه معتقل حق عام في قضية جنائية حكم عليه ابتدائيا بسنتين سجن نافذة وما زال الاستئناف أمامه الذي قد يبرئه أو يدينه، لا فرق.


فلماذا يسبب مدير السجن في كل هذه المتاعب للدولة من أجل حق بسيط جدا جدا ؟
لماذا يتعنت مدير سجن الناضور كل هذا التعنت فيحرم أم مكلومة من زيارة ابنها ؟
لماذا يقوم السجانون المجرمون بضرب سجين ؟


إن عائلة السجين لن تتخلى عن سجينها، وستقوم بكل الخطوات الممكنة قانونا من أجل إنقاذ ابنها من جرم ارتكب بحقه وهو سجين أعزل لا قوة له.. وقد أعلنت العائلة أنها لن تصمت أبدا وستوصل صوت إبنها المظلوم لكل أنحاء العالم…


كل هذا بسبب تعنت مدير وإرهاب سجانين مورس على سجين أعزل.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
السجين هو طريق الإدريسي معتقل بسجن الناضور تحت رقم 8703
ملف ابتدائي جنائي عدد 568/ 2610/ 2020.
إننا في دولة يحكمها موظفون، ولا تحكمها القوانين والدستور والمؤسسات..
إننا نطالب بثورة من الأعلى يقودها جلالة الملك، ومعه شعبه المغلوب على أمره ضد هؤلاء الموظفون المستكبرون والمتجبرون والطغاة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock