حاصل قطي.

منذ أن اكتشفت بصحوة عابرة دبرها القدر ، أن قطي المنزلي ينتمي لطائفة روحانية،لازالت حقائقها المخفية تنجلي أمامي تباعا كما الصبح بعد طول ليل.
بسبب جهلي بتسميات الطوائف المنتشرة كالفطر،فقد حاولت أن أعرف:راقبت اللون،والمشية والكسوة.
دون نتيجة.
مواء قط روحاني غير ما تعرفون من مواء.
فهو توليفة من ضحك متصل وعويل خفيف،مصحوب بنوبات من دعاء لايفقه معانيه سوى العارفين بسره المكنون.
ولرغبتي الجامحة في تنوير العقول المتغافلة والقلوب الجافة،فليعلم من أراد أن هذا القط يموء و يكركر.
وفعل الكركرة ورد في مراجع شتى،منها نداء مشهور لعبد غابت عن بصيرته المحدودة مواجع الموت والكوارث والبعث وعذاب المقاطعات ،حتى إذا سمع أن “الناس كتموت و أنت تكركر”كف عن ما كان فيه،ودخل بيته مع من دخلوا.
فالكركرة إن أكثر منها المخلوق،مواطنا أو قطا أو كائنا فضائيا،صار من أهلها.
ثم إن العلامات الظاهرة على قطي، وميزاته المختلفة عن عوام القطط والناس مثلي ومثلكم جمة لا تحصى، اوافيكم بأهمها دون إِسْترْسَال ممل.
فهو يعيش في بحبوحة دون أن يعمل، أو يقوم بأي شيء واضح للبيت وأهل البيت.عدا أن يتنزه بين أثاث المنزل رافعا ذيله إلى أعلى ،مكشرا عن أنيابه ومترفعا عن عادات الكلاب ،من تملق وتمسح مقرف باصحابها.
ولا عجب في هذا، فجبة الطائفة تغنيه عن رضا الناس.
وله فوق هذا وذاك حق في أكل الناس، وفي شربهم و عليهم خدمته ما دام حيا.
ينام النهار ويسهر الليل في ما لاينفع من أمور الدنيا،فلا هو طبيب مستعجلات،ولا حارس يقظ وهب نفسه لحماية أي كان.
سهر النقيب لغز لايفهم أحد دواعيه، وأقصد قطي الذي لاشك بتاتا أنه نقيب جماعته.
تقربت منه مرارا بحثا عن البركة ،وما نلت سوى نظرات استعلاء ،وخبشات مؤلمة من مخالبه المخفية بعناية تحت مظهر مسالم.
يحكى ويشاع أن أمثال أمثال قطي يعيشون متفرقين بين الجبال والوديان، وعلى كل شبر من الأرض،على حساب باقي الخلق مدعين الروحانية والورع.
قطط سمان؟ لا أعرف،هي حصلة قطية.
مجرد هلوسة والله أعلم.
عثمان ناجي
كاتب صحفي