عائد من الموت.
الكاتب عبد النبي الشراط.
أثار اهتمامي ما سمعته وشاهدته (بالصوت والصورة) حين كانت “عرافة” شهيرة تحكي في إحدى القنوات التلفزيونية بثقة تامة وتقول لمحاورها في إطار تنبؤاتها الغيبية بأن هناك شخصية سياسية/ قيادية/ سوف تعود من (الموت) وتابعت قائلة: لقد انتشر عبر وسائل الإعلام منذ سنوات بأن هذه الشخصية تم اغتيالها والعالم كله على علم بذلك، لكن الحقيقة (تضيف العرافة) بأن هذه الشخصية ما زالت على قيد الحياة وأنها ستظهر وستعود للحياة قريبا، وسوف يصاب الجميع بالذهول.
وبالرغم من إلحاح المذيع أن ينتزع إسم هذه الشخصية من فم العرافة، إلا أنها رفضت بشدة دون إبداء الأسباب…
الفضول الصحفي (البلية) دفعني للاستماع للخبر أكثر من مرة، فكان من الضروري أن اتبع خطوات الخبر باحثا عن هذه الشخصية التي ستعود من الموت المزعوم.
فكرت، وقدرت، و(نجمت) أيضا، فقمت بإجراء اتصال مع منجم مغربي شهير، الذي أعرفه عن قرب، فسألته هل اطلع على هذا الخبر العجيب على اعتبار أنه من المتخصصين في الموضوع، فكانت الصدمة…
المنجم المغربي لم يجبني بالكلام أو الكتابة على وات ساب، لا، لم يكتفي بذلك، بل أمدني بفيديو قديم سبق له هو شخصيا أن أعلن بأن هذه الشخصية لم تمت، بل ما زالت على قيد الحياة، ولم أنتظر كثيرا حتى سمعت المنجم المغربي يعلن بالصوت والصورة، أن فلان الفلاني ما زال على قيد الحياة، وأنه سيظهر قريبا، وذكر كافة التفاصيل المتعلقة بهذه الشخصية التي نعدها من زمان ضمن عالم الأموات، لكن الشخص ما زال حيا يرزق.
وحينما عدت لفيديو “العرافة المزعومة” تأكدت أنها مجرد ناقلة للخبر من عند المنجم المغربي مع إضافة روتوش، أنها تكتمت عن ذكر اسم الشخصية المعنية، بينما كان المنجم المغربي أشجع منها بكثير حين أعلن عن الإسم الكامل لهذه الشخصية، التي قدم لنا الإعلام العالمي عنها يوما، أنها قُطعت إربا، إربا، بالمنشار، وتسبب قتلها بهذه الطريقة الوحشية في أزمة بين دولتين على الأقل، (الدولة التي ينتمي إليها الضحية ويحمل جنسيتها، والدولة التي يفترض أن الجريمة وقعت على أراضيها…
وبالرغم من أن وقتي لم يكن يسمح بمتابعة ترهات العرافة الشرقية، إلا أن شهية البحث كانت أقوى من قلة وقتي وظروفي.
تُهت في متاهات الفيديوهات الكثيرة لهذه العرافة التي تتنبأ بكل شيء، ومن ضمن ما تنبأت به زلزال المغرب سنة 2023، الشهير، وتنؤات أخرى تتعلق باغتيالات الزعماء والانقلابات والحروب الخ… ثم عدت لأبحث في أرشيف صديقي المنجم الذي أمزح معه دائما، عن تنبؤاته وتوقعاته وأشياء أخرى.
استمعت لعدد مقدر من مقابلاته الصحفية الرصينة مع مواقع إلكترونية وقنوات تلفزية (قليلة جدا) حيث إعلامنا الوطني المغربي لا يهتم بمثل هذه الطاقات العلمية التي تبحث وتقرأ وتجتهد من أجل تقديم معلومة بناء على دراسات علمية وليس ننبؤات وهمية.
ذهلت حينما اطلعت على تنيؤات هذا المنجم المغربي الذي تنقل تنبؤاته الكثير من القنوات المشرقية، وتهتم جدا بأقواله وأفكاره، وتأكدت بما لا يدع مجالا للشك أن العرافة الشرقية اللبنانية “ليلى عبد اللطيف” إنما تنقل كل شيء عن منجمنا المغربي الباحث الأستاذ “عبد العزيز الخطابي” الذي بدوره يتوفر على موقع إخباري تحت مسمى(مركز الخطابي للتوقعات الفلكية) وهو صاحب نظرية “التنجيم السياسي” لأن أغلب تنبؤاته لها طابع سياسي صرف.
ويستعين بتنبؤاته الكثير من السياسيين المغاربة وقادة بعض الأحزاب السياسية.
من توقعاته القديمة:
– اغتيال رابين
– وفاة ياسر عرفات
كما تنبأ بالأزمة الاقتصادية المغربية الحالية ويقول أنها ستستمر لنهاية 2025.
كما تنبأ بفشل حكومة عزيز أخنوش في تدبير هذه الأزمة.
ونحتفظ له بالكثير من الأسئلة التي سنطرحها عليه خلال استضافتنا له في “قناة تفكير tv” قريبا إن شاء الله.
أما الشخصية الميتة/ الحية، فهو الصحفي والإعلامي السعودي “جمال خاشقجي” وهذا ما ستؤكده الأيام القادمة أو تنفيه.