تافرانت/إقليم تاونات: أين نواب البرلمان والمنتخبون من هذه المهزلة؟

عبد النبي الشراط.
تضم جماعة تافرانت التابعة إداريا لأقليم تاونات (المعزول عن كل تنمية) 13.622 نسمة طبقا لإحصاء عام 2004، ولا تتوفر هذه الجماعة على طبيب واحد، وفي مركز تافرانت توجد هنالك بناية إسمها (مركز صحي) لكن لا يتوفر فيها أي شيء، حتى الأدوية البسيطة والضرورية للزكام غير متوفرة!
جماعة تافرانت التي توجد بها قيادة (ملحقة إدارية) وتنضاف إليها جماعتان: (جماعة تبودة وجماعة كيسان) ولا يوجد أي طبيب بهاتين الجماعتين أيضا.
ومنذ سنوات خلت غادرها طبيب ومنذ حينئذ لا يوجد طبيب ولا طبيبة هناك، ناهيك عن افتقار المركز سالف الذكر للأطر التمريضية الكفأة، بالإضافة لانعدام وجود أدوية على الإطلاق.
الجماعات القروية الثلاث، تشهد حركية كبيرة فقط خلال الحملات الانتخابية وتتسابق الأحزاب السياسية على خطب ود السكان خلال تلك الحملات الانتخابية المشبوهة، ويتفنن جميع المرشحين في إغداق الوعود وتوزيع الكلام اللطيف على الناس، لدرجة أن السادة المرشحين يتواضعون فيأكلون مع الناس الطعام ويمشون في الأسواق كبقية الناس، لكن بمجرد انتهاء الحملة الانتخابية يغلقون أرقامهم التلفونية، التي وزعوها على الناس، ويغادرون المنطقة للأبد، هذا بالنسبة للذين يصعدون لقبة البرلمان، أما رؤساء الجماعات ومن يليهم في المسؤولية فإنهم يتعاملون مع السكان وكأنهم مجرد قطيع ماشية.
رئيس جماعة تافرانت يشغل منصب عضو بمجلس النواب بالبرلمان، بالإضافة لبرلمانيين آخرين يتوزعون بين القرية وغفساي، فلم نسمع من أحدهم أنه ساءل السيد وزير الصحة والحماية الاجتماعية لماذا استثناء “تافرانت” وحدها من تعيين طبيب قار بها؟ وإذا استثنينا نائبة برلمانية واحدة، التي سبق لها أن طرحت أسئلة تهم التعليم وقضايا أخرى تخص جماعة تافرانت، فإن بقية البرلمانيين “الرجال” ولا أحدا فيهم تحدث يوما عن “تافرانت”
باستثناء بعض الأسئلة العشوائية لرئيس الجماعة…
نيابة عن هؤلاء جميعا، كمواطن مغربي ينتمي لهذه الجماعة، فإنني أوجه سؤالا مفتوحا لمعالي السيد وزير الصحة والحماية الاجتماعية… لماذا تستثني سكان جماعة تافرانت من حقهم في التطبيب؟
وهل سكان جماعة تافرانت ليس من حقهم الحصول على هذا الحق؟
لماذا تستمرون في إهانة سكان جبالة بالتحديد؟
أما البرلمانيين والمنتخبون الآخرون فلن أوجه لهم أي سؤال، لأن آذانهم صماء، ولا يتقنون إلا الكذب والافتراء على الناس خلال حملاتهم الانتخابية المشبوهة جدا.
يامعالي وزير الصحة… إن سكان جبالة أيضا هم من سكان المغرب، ومن حقهم الاستفادة من خدمات وزارتكم التي يمولها الشعب، وسكان “تافرانت” من ضمن هذا الشعب…
ياوزير الصحة … إن المرأة هنا إذا اشتد عليها المخاض، فإنه يجب عليها أن تُنقل لمدينة فاس، أما تاونات فلا يمكن لنا الحديث عنها لأن مستشفاها مجرد كارثة عظمى.
يامعالي وزير الصحة، إن المواطنين هناك يعانون كثيرا لأنكم لم تصنفونهم بعد ضمن قائمة بني الإنسانية.
فهل تسمعون؟