
بقلم الأستاذة حياة دخيسي.
إن عبارة ” العقل السليم في الجسم السليم ” التي تعلمناها في المدارس و رسخت لثنائية عقل / جسم كسيرورة متزامنة تنهار معالمها داخل المدرسة ذاتها، إنها الثانوية التأهيلية “ابن الأثير” بمدينة فاس التي يتجرع تلامذتها وأطرها الأمرين بسبب معاناتهم اليومية من الملوثات السامة المنبعثة من مدخنة المصنع المحادي للثانوية ليحجب عنهم الضباب الدخاني صفوة السماء و يتطفل السواد على بذلات كانت بالأمس بيضاء.
و مما لاشك فيه أن تلوث الهواء بالغازات السامة يسبب مجموعة من المشاكل الصحية بين صفوف المتعلمين و الشغيلة.
و هنا نتوقف مع إفادة الأستاذة(س ح) التي تشتغل بنفس الثانوية و التي أكدت أن الانبعاثات الصناعية سببت أو فاقمت مشاكل صحية مختلفة على رأسها الربو و الصداع النصفي و وأزمات ضيق التنفس.. حتى أصبحت سيارة الإسعاف تتردد بشكل دوري على أبواب المؤسسة.
وأمام تفاقم الوضع خاضت الأطر التربوية أشكالا احتجاجية من خلال التوقف ساعة صباحا و ساعة مساء، على إثرها حضرت لجنة عن المديرية الإقليمية بشكل متكرر للثانوية، كما قدم المدير الإقليمي بعد الاطلاع على معاناة الثانوية مع التلوث شكاية إلى السيد الوالي.
وتؤكد الأستاذة ذاتها أن آخر الوعود هو حضور لجنة مشتركة لمعاينة طبيعة الانبعاثات الغازية التي أصبحت أكثر كثافة لدرجة سقوط حبيبات سوداء على الملابس والسيارات و النباتات التي تهالكت هي الأخرى مع اشتداد الروائح الكريهة.
و في مراسلة خاصة مع السيد رئيس جمعية الأباء “زهير جعفري” أكد هذا الأخير أن الوضع مستفحل فعلا داخل ثانوية ابن الأثير حيث أن الانبعاثات السامة أصبحت ترى بالعين المجردة و تلمس كرواسب ثقيلة و تراكمات خطيرة و هذا يعني انها ذات حمولة و كثافة عاليتين مما جعلها تسقط على ساحات المؤسسة، كما أفاد في ذات السياق انه يتلقى باستمرار عرائض من طرف التلاميذ يبثون فيها معاناتهم مع ضيق التنفس و أزمات صحية أخرى، كما يتلقى كذلك شكايات شفوية من طرف الساكنة بما فيها أولياء التلاميذ مؤكدا أن جمعية الأباء قد راسلت بدوها الجهات المختصة في انتظار التجاوب المرجو و ما ستسفر عنه زيارة اللجنة المشتركة.
و عن آخر الأخبار فقد توقف المصنع منذ أمس عن ضخ غازاته بعدما تعرض للتفتيش من طرف لجنة مختلطة تضم ممثلين من وزارة الصحة و وزارة الداخلية و ممثلين عن ثانويتي ابن الأثير و الرازي التي خاضت مؤخرا نفس الشكل النضالي لنفس الأسباب بالإضافة إلى ممثلين عن جهات مختصة متعددة.
فنرجو أن يستقر الوضع بالثانويتين بعيدا عن أي إضطراب جديد،و تبقى البيئة المدرسية آمنة للجميع.
الأستاذة حياة دخيسي



