من يوميات معلمة في نواحي كرامة(1).

رغم معاناتي، في أيامي الأولى من العمل ، في هذا العالم، المنسي، الغريب عني بعيدا عن عائلتي، واحساسي الدائم بأني في منفى، إلا أني احتفظ بذكريات جميلة وأيام مميزة ،قضيتهاهناك، متأثرة بتلك الأجواء خصوصا إني مع مرور الوقت نجحت في التأقلم والتكيف مع الوضع وتكوين صداقات مع سكان “اغرم”.
فاضمة موحى.
رغم معاناتي، في أيامي الأولى من العمل ، في هذا العالم، المنسي، الغريب عني بعيدا عن عائلتي، واحساسي الدائم بأني في منفى، إلا أني احتفظ بذكريات جميلة وأيام مميزة ،قضيتهاهناك، متأثرة بتلك الأجواء خصوصا إني مع مرور الوقت نجحت في التأقلم والتكيف مع الوضع وتكوين صداقات مع سكان “اغرم”، وعلى رأسهم المقدم،وحماد،بوتحانوت،وصاحب المقهى العجوز،عمي،الحبيب وزوجته الشابة قشو التي تزوجها بعد وفاة زوجته،و التي تساعده في إعداد الشاي والقهوة للزبائن، وانا منهم احيانا حين أجلس منزوية في إحدى الطاولات انتظر وسيلة نقل تقلني إلى الريش او ميدلت في المناسبات أو العطل ،لاستقل الحافلة هناك إلى مدينتي ،إذا تعذر علي مرافقة سائق النقل المزدوج،مولاي علي الذي اعتمد عليه دوما في قضاء مآربي،سواء بإرساله لجلب ما احتاجه من من ”كرامة “حيث يذهب يوميا او الذهاب معه يوم السوق الاسبوعي،احيانا،،
فيوم الاثنين يعتبر عيدا بالنسبة لي اجد فيه متعة كسر روتين العمل والوحدة في هاد “اغرم “”فالجولة الأسبوعية في سوق “كرامة” أصبحت بالنسبة لي وكأنها جولة في كورنيش عين الذئاب، أو الرباط المدينة ،مادمت أقضي اليوم في مكان آخر انسى فيه رتابة الحروف والوجوه والوقت الذي يمر بطيئا في “اغرم” بعد انتهاء الحصص…
فليلة الاثنين وأنا اجهز نفسي، نقود وحقيبة يد مرمية هنا أو هناك مهملة طيلة الأسبوع،في أحد أركان هذا المنزل الصغير الذي أكتريه وحدي، وبطاقة تعريفي الوطنية وكارت كيشي لسحب المال وأحيانا بطاقة كهرباء لشحنها وأنا استعرض ما يجب علي اقتناءه من لوازم، وما احتاجه…
فمولاي علي يمر باكرا على السكان لنقلهم من منازلهم، حتى يتسنى لهم الوصول إلى كرامة في الساعات الأولى من افتتاح السوق فمنهم من يحمل بيضا أو دجاج أو فروج، أو خضر أو لبن وزبدة بلدية لبيعها ومن يحمل أكياس قمح او ذرة أو شعير لطحنها، وآخرون يكتفون فقط بالذهاب لقضاء مصالح أو سحب نقود أو مانضات أرسلها لهم الأبناء الذين يشتغلون في المدن. البعض ذاهب للمستشفى أو الحلاق كل واحد له اغراض ومستلزمات أطفال ينتظر الاثنين لقضائها.…
يتبع
تعليق واحد