أخبار جهويةسياسة

حزب الأصالة والمعاصرة: إبعاد الكفاءات واستقطاب التفاهات…

فاس: يونس غنمات.


هزة عنيفة تعرض لها حزب الأصالة والمعاصرة بجهة فاس مكناس، بعدما أقدمت الدكتورة سعاد التيالي على تقديم استقالتها من جميع تنظيمات الحزب، وبعثتها على عجل إلى عبد اللطيف وهبي الأمين الوطني للحزب وجهات أخرى، والدكتورة التيالي أستاذة جامعية بفاس وفاعلة جمعوية نشيطة، حيث تقود منذ سنوات جمعية مركز سايس لحماية الأسرة والطفولة، بكفاءة عالية رفقة أطر وكفاءات أخرى وقد إنتسبت لحزب الجرار سنة 2014, وهي عضوة بالمجلس الوطني ومقررة الأمانة الإقيمية بفاس.


وقالت التيالي في معرض استقالتها التي وجهتها للأمين الوطني والأمانة الإقليمية والأمانة الجهوبة بفاس (يؤسفني كمناضلة بالحزب، وعضوة المجلس الوطني ومقررة الأمانة الإقليمية بفاس أن أحيطكم علما باستقالتي النهائية من جميع هياكل الحزب، محليا، إقليميا ووطنيا).

وعزت استقالتها لظروف ذاتية وموضوعية، وبتتبعنا لهذه الظروف الموضوعية تحديدا فإننا نرى أن الأمانة الجهوية لحزب الجرار بفاس التي يوجد على رأسها الدكتور محمد حجيرة بدأت تعرف تصدعات عديدة منذ تسلمه مهمة الأمانة الجهوية قبل أشهر، خاصة وأن الأمين الجهوي الذي دخل حزب الجرار مبكرا، خلال الانتخابات الماضية بعدما رفض حزب الاستقلال تزكيته لتلك الانتخابات، حيث عرف حجيرة بانتمائه الاستقلالي منذ زمن بعيد.


ولأن حزب الأصالة والمعاصرة يعتبر خليطا مكونا من عدة تيارات يسارية وليبرالية وشبه بورجوازية، وهو ما شكل صعوبة انسجام الحزب الوليد بين مختلف مكوناته، إذ يضم الحزب في جزء منه أصنام إنتخابية محضة بينما هناك كوادر تسعى لإعطاء نموذج بديل للقيادات الحزبية الجديدة.


وفي تقديرنا للأمور فإن هناك سببان على الأقل لانسحاب د. التيالي من الحزب الذي أسسه مستشار الملك فؤاد عالي الهمة قبل عقدين من الزمن.


الأول: عدم مراعاة الحزب للكفاءات وتهميشها في غالب الأحيان في مقابل استقطاب وجوه تافهة لا رصيد لها على المستوى العلمي والفكري والسياسي.


الثاني: إنعدام التواصل من طرف الأمين الجهوي مع الفعاليات الحزبية النشيطة، خاصة وأنه رغم تقديم استقالة د. سعاد فإن الأمين الجهوي كان ربما ينتظرها لدرجة أنه لم يجري أي اتصال مع المستقيلة.. بالرغم من محاولات الأمانة الإقليمية بفاس إقناع التيالي بالتراجع عن استقالتها.


ويبدو أن التيالي قررت التفرغ لمشروعها الأكاديمي والجمعوي بعيدا عن صراعات الأحزاب وخباياها ودهاليزها المظلمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock