تونس: قهقهة رئيس الحكومة تثير الغضب وتخرج سكان جزيرة جربة للاحتجاج.
كتب/ عبد النبي الشراط.
لم يكن هشام المشيشي، رئيس الحكومة التونسية يتصور أن (ضحكته) ستؤدي لاندلاع ثلاث مسيرات احتجاجية، بالرغم من اعتذاره مباشرة بعد المسيرة الأولى.
إذ لم يهدأ بال سكان جزيرة جربة السياحية حتى نفثوا غضبهم وتنفسوا الصعداء بعد أن عبروا بشكل حضاري رائع عن احتجاجهم الصاخب في ثلاث مسيرات اتسمت كلها بالتحضر والانضباط، إذ لم تسجل أية حوادث على الإطلاق، ولم يحصل أي تماس بين المتظاهرين وقوات الأمن التي رافقت المحتجين في مسيراتهم الثلاث بكل هدوء، بل كانت قوات الأمن توفر للمحتجين كل ظروف السلمية وهو ما يمكن أن نسميه استثناء (استثنائيا) في تاريخ الاحتجاجات العربية، حيث عودتنا الشرطة قمع المتظاهرين ومنعهم من التعبير عن ٱرائهم بحرية.
قصة ضحكة الوزير تعود إلى ااسادس من مارس الجاري، حيث توقف رئيس الحكومة في جزيرة جربة في طريقه إلى مدينة بن قردان.
فسأله صحفي أين وصلت الوزارة في تدارس ملف جربة ولاية رقم 25 الذي قدمته تنسيقية الجزيرة منذ فترة ، فرد عليه الرئيس بضحكة من تحت الكمامة، كانت سببا في تأجيج غضب السكان إذ انتشر الخبر بسرعة البرق عبر وسائل الإعلام المحلية ووسائط التواصل الاجتماعي.
ولم يتمكن الوزير من مغادرة المنطقة صباح الغد حتى وجد في استقباله بالمطار مئات المتظاهرين والمتظاهرات الذين حجوا الى المطار عبر مسيرة سلمية كبيرة جابت شوارع حومة السوق ثم مليتة حيث المطار حملت لرئيس الحكومة مطلبا رئيسيا هو الاعتذار.
وللحقيقة والتاريخ فإن هشام المشيشي لم يتعنت أو يعتبر تصرفه مقدسا، لكنه ببساطة اعتذر لسكان جربة معلنا أسفه عن سوء الفهم الذي حصل، وهو ما يمكن أن نسميه بالتحضر المتبادل بين الشعب ورئيس حكومته، والاعتذار بحد ذاته ثقافة.بل اكثر من ذلك اعتبر مطلبهم شرعيا ووعد بأن يكون على طاولة الدرس في نهاية هذا الشهر مع وفد مفاوض من تنسيقية جربة ولاية 25.
ويطالب سكان الجزيرة الحكومة التونسية بإصدار قرار يعيد لجزيرتهم مكانتها الإدارية السابقة والمتمثلة في أن تصبح الولاية رقم 25، على غرار ما كانت عليه قبل سنة 1956, ويعتبرون إدماجها ضمن ولاية مدنين إنما كان قرارا سياسيا انتقاميا في ذلك العهد ليس إلاوكلف متساكني الجزيرة أعباء ثقيلة على مدى عقود ،ولذلك خرج السكان في مسيرتين منتاليتين بعد مسيرة السابع من مارس التي كانت ردة فعل السكان على قهقهة الرئيس يوما واحدا قبل ذلك.
وهكذا نظمت مسيرة شعبية حاشدة يوم 18 مارس بمدينة ميدون ثم تلتها مسيرة أخرى يوم 20 مارس انطلاقا من مدينة آجيم وهي مدخل الجزيرة البحري و صادف هذا اليوم احتفال التونسيين بعيد الاستقلال فاكتست المسيرة طابعا احتفاليا بم تضمنته من أغاني وطنية حماسية الى جانب الشعارات المطالبة بحقهم في الولاية 25.
ولعل الميزة التي طبعت كل هذه المسيرات تكمن في المشاركة القوية والمتقدمة للمرأة الجربية حيث كانت المرأة دائما في الصفوف الأمامية لمسيرات الاحتجاج هذه، ويبدو أن أهل جربة نساء ورجالا مصرون على اعتماد جزيرتهم ولاية رقم 25.وقد لاقى مطلبهم مساندة من مختلف ولايات البلاد وكذلك من المواطنين التونسيين في مختلف بلاد العالم. ويبدو ذلك من خلال عشرات الصفحات المنتشرة عبر وسائط التواصل الاجتماعي وبعضها تديرها نساء.الى جانب تنظيم تظاهرات ثقافية متنوعة في الغرض.
لكنن التميز الأكبر لما جرى هو الحياد التام لرجال الأمن الذين أمنوا مرور المسيرات في أفضل الظروف فنالوا احترام وتقدير المتظاهرين والمحتجين.