سياسة القنب
عثمان ناجي /كرونو نيوز
يبدو أن مفعول القنب الهندي قد بدأ ينتشر بقوة حتى قبل أن تجيز الحكومة استعمالاته الطبية.
هلوسات السياسة تجاوزت بكثير أثار النبتة الخضراء على مدمنيها.
حزب سياسي معارض لن أذكر اسمه حتى لا ينزعج مني منتسبو البام، لم يعد أحد قادر على فهم موقفه من لائحة الشباب.
وهبي ضد اللائحة، وهبي مع اللائحة، في نفس الوقت.
لا ننتظر تفسيرا، نريدا موقفا واضحا، لا يختبىء وراء تعديلات مبهمة و متناقضة.
أما العثماني، الأمين العام لحزب العدالة و التنمية فهو ضد التطبيع و ضد تقنين استعمالات القنب الهندي، بينما العثماني رئيس الحكومة فهو مع التطبيع و مع تقنين استعمالات القنب الهندي.
تشمل الآثار السلبية للحشيس, جنون العظمة , القلق , التهيج , وضعف الذاكرة على المدى القريب , ضعف الاهتمام و التنسيق , تشوه الادراك المكاني و الشعور بتغيرمرور الوقت.
في مكان أخر غير بعيد عنا، يعاني “الزعيم” الاسلامي الغنوشي من أعراض شبيهة كذلك. فقد نسي تماما أن المغرب الكبير انطلق يوما ما من مراكش، و كان يحمل اسم اتحاد المغرب العربي،ولم يخطر ببال أي كان أن يحصره في تونس و ليبيا و الجزائر.
هذا هو ضعف الذاكرة، و ما يصاحبه من تشوه في الادراك المكاني.
خرجات الإسلاميين و حيلهم تنافس أقوى مخدرات العالم، فقد أخرج الغنوشي النقاش الديمقراطي في تونس عن سكته، بتصريح غرائبي يشبه الهيجان، و فقدان القدرة على ضبط النفس.
من جنون العظمة،أن يتقدم نكرة في السياسية انتبه له جل المغاربة حين ارعد و أمطر داخل البرلمان في دفاع مستميت عن تعويضات تستنزف مال الشعب و يؤديها دافعوا الضرائب.
الأزمي يستقيل من رئاسة المجلس الوطني لحزب العدالة و التنمية.
و ماذا بعد؟
لاشيء. عليك أن تستقيل من المهام الانتدابية التي تشغل بإسم الحزب، حتى يصدق من يقرأ ما نشرت أنك رجل وفي للمبادئ الأصلية للحزب.
و قد سبقه إلى جنون العظمة، بنكيران الذي ينتظر ،رفقة تقاعده السمين و لايفاته المضحكة، أن يعيده التاريخ أو الجغرافيا إلى قيادة الحكومة و الحزب معا.
من ضعف الاهتمام و التنسيق أن تقوم شركات الزيت بفرض زيادة مهمة في سلعتها دون أن تستشير أحدا، و الحكومة صامتة و كأن الأمر يحدث في جزر الكايمان.
بعد الماء الذي افجع المغاربة بكارثة في طنجة،جاء دور الزيت كنذير لموجة زيادات قد تسبق رمضان، فتفجع المغاربة كافة فيما تبقى من قدرة شرائية هزيلة.
من تشوه الإدراك الزماني،ما أصاب الوزير الحركي أمزازي. فبعد أن اتفق مع النقابات لحل مشاكل موظفي وزارته العالقة، دخل في غفوة عجيبة، لا يخرج منها سوى لالتقاط الصور و اصدار بلاغات تبشر بتنفيذ وشيك لما وعد به.
الوزارة تغلي، و شغيلتها على و شك الانفجار بعد أن نفذ الصبر، أما الوزير فيعاني من خلط بين الشهر و السنة و يوم خروج المسيح الدجال، و ظهور الدابة.
يستحق القنب الهندي أن يهتم به الطب، وأن تسارع الحكومة الزمن للاستفادة من تقنين استعماله، لكن على الكثيرين أن ينتبهوا إلى ما تعانيه السياسة من أثار جانبية تشبه اثار استهلاك نفس القنب الهندي، جعلت الشلل يصيب المشهد الحزبي و يحوله الى مهزلة بائسة، تجعل المتتبع حائر بين الضحك الجنوني أو البكاء الهستيري.
“في السياسة لا تشكل الأمور غير المنطقية عقبة.”
نابليون بونابرت(1769 – 1821)