مقالات الرأي

هكذا يتحدثون عن حميد شباط بمدينة فاس..

عبد االنبي الشراط


غاب عامين عن أرض الوطن، وعاد في ظروف شكك فيها الكثيرون، واستقبل بفاس من طرف أنصاره (استقبال الفاتحين)، ماذا وراء عودته؟


هل حقا جيء به لدحر حزب العدالة والتنمية من تسيير شؤون المدينة الروحية للمغاربة؟
هل عاد لينتقم ل (كرامته) التي أهدرت سنة 2015؟
هل ندم الاستقلاليون الذين خذلوه وتخلوا عنه ابتداء من انسحاب سبعة عشر عضوا من لائحته الانتخابية قبيل إغلاق باب التسجيل بساعات ؟


قبل سنة 2013 كان الكثير من الاستقلاليين بمدينة فاس يمقتون الرجل، وينعتونه بالأمي والجاهل.. خاصة من يعتبرون أنفسهم (فواسة) ولكنه استطاع أن يجلبهم جلبا.. بعطاءاته وسخائه غير المتوقع منه، ومنحهم ما يريدون فأصبحوا يهللون باسمه، وغيروا صفته فأصبحوا ينادونه (سيدي حميد) بدلا من (شباط) فقط..


حميد شباط لم ينسى لهم ماضيهم معه، فمرغ أنوف (فواسة) في الوحل، حينما قاد حملة دعائية غير مسبوقة ضد غريمه عبد الواحد الفاسي الذي انتقم عبره من جميع الفاسيين والفاسيات.. وانتزع منه قيادة حزب الاستقلال ليصبح أمينه العام في سابقة تاريخية غير معهودة في حزب علال…


بعد ذلك ترصد له خصومه من داخل الحزب نفسه، فأوقعوا به في واقعة سقوط مدوية خلال مؤتمر الحزب السادس عشر…


شباط بعدها أصبح مهددا.. (بماذا) لا أحد يعلم، فقرر الهجرة إلى الديار الألمانية حيث بعض مشاريعه الاستثمارية هناك..
ثم ترجل إلى تركيا بحثا عن منفذ جنسيتها..


كان حميد شباط أوصى أقرباءه أن يدفن في المغرب إذا توفاه الله، وهو دليل أن شباط يحب وطنه، وإن لم يستطيع العيش فيه فهو يفضل أن يدفن في ترابه.


حميد شباط ظاهرة سياسية غير معهودة في التاريخ الحزبي والسياسي المغربي..
أثار لغطا حينما قاد انقلاب على زميله حزبيا أحمد مفدي بجماعة زواغة.

أثار جدلا حينما انقلب على عبد الرزاق أفيلال فأزاحه من قيادة نقابة الحزب العتيد، ونصب مكانه محمد الأندلسي الذي سرعان ما أزاحه بدوره ليصعد هو شخصيا رئاسة النقابة الاستقلالية.

أثار ضجيجا حينما تحدث عن موريتانيا.

أثار صخبا، حينما انسحب من تحالفه مع بن كيران وغادر حزبه الحكومة في سابقة لم يشهدها المغرب من قبل.

ثم أثار جدلا كبيرا حينما قصد بيت عبد الإله بن كيران بعد نتائج انتخابات 2011 مفشيا إليه بسر خطير يتعلق بالتعليمات التي وجهت إليه بعدم مساندة بن كيران والمشاركة في حكومته.

طيلة غيبته عن المشهد السياسي والناس يتساءلون في ذهول.. ما ذا فعل حميد شباط ؟
لماذا اختار المنفى بنفسه؟
لماذا فتحت ملفات فساد بغرفة جرائم الأموال بمحكمة فاس أشارت إليه بالإسم؟


وأخيرا أثار ضجيجا حينما تحدث عن موريتانيا. شباط للحياة السياسية بشكل أقوى، أم سيفرض عليه الصمت كما هو حاصل الآن منذ عودته قبل أشهر قليلة للمغرب.. خاصة والانتخابات باتت على مقربة من الأبواب والنوافذ… لكن السؤال الأهم من كل ما سبق هو: هل سيستفيد شباط من أخطائه السابقة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock