خذلان المنتخبين وصبر المجتمع
المفضل العاطفي
كم من الوقت يستطيع المجتمع أن يصبر لخذلان بعض المسؤولين المنتخبين ، كم من الوقت يستطيع المجتمع تحمل كذب المنتخبين ، كم من الوقت يستطيع المجتمع تقبل نفاق كثير من المنتخبين …؟
أليس المنتخب مسؤول عن تنمية منطقته وفق القوانين الجاري بها العمل ؟ مسؤول عن توفير الصحة والتعليم والماء الصالح للشرب؟ مسؤول عن تجويد البنية التحتية وتقريب الإدارة من المواطنين …
في منطقتنا، ماذا فعل هذا الجيش العرمرم من المنتخبين ؟ لا أعمم طبعا لكن الاستثناء لا يقاس عليه ، أتكلم عن الأغلبية التي بمجرد وصولها إلى الكرسي حتى نسيت الوعود التي قدمتها للمواطنين ووضعت برنامج التنمية الذي تعاقدت به مع مواطنيها جانبا واهتمت ببرنامج آخر يهم تنمية الرصيد البنكي وترقية الوضع الاجتماعي للمنتخب وعائلته وتحويل الميزانيات العمومية إلى ميزانية خاصة للسفريات والرحلات والإقامة في فنادق خمس نجوم، لتعليم أبنائهم في المدارس الخصوصية والبعثات إلى آخره من الامتيازات والربع.
لا عجب في ذلك إن رأيت أن حالة بعضهم تحولت في لحظة من حياة الفقر والبؤس إلى حالة الرفاهية والبذخ ،من أشخاص متواضعين عاديين إلى أشخاص فوق العادة ، لا تستطيع الأرض تحملهم بسبب كبريائهم وتجبرهم وتعجرفهم ، اقامات في الأحياء الراقية والتسوق من المتاجر الممتازة والركوب في السيارات الفارهة ….
طبيعي جدا في هذه الحالة أن يعتبروا من يتكلم من الفيس عن “ابروط” و الطرق والأسواق الأسبوعية، ومن يتكلم عن المستوصفات المهترئة والمدارس الآيلة للسقوط وعن حالات الإنسانية المحتاجة للمساعدة وعن البطالة والتهميش والتشرد وعن وعن وعن… مجرد متخلف كلامه عبارة عن خزعبلات والخوا الخاوي.
نعم قد يكونون على حق لأننا نحن من جعلنا منهم فيلة ووحوش مفترسة بعدما أوصلناهم إلى مراكز لا يستحقونها وسكتنا عن فسادهم وصمتنا عن فضائحهم المتعددة ، نحن من قبلناهم أسيادا علينا وقبلنا أن نكون عبيدا عندهم.
لذلك يجب أن أن نتحمل إهاناتهم واساءاتهم لنا ونتحمل أيضا خذلانهم وتنكرهم ، فمزيدا من الجبروت والطغيان ومزيدا من الفساد والتحكم.