تاونات: قصة الطريق 419 سابقا الأشغال لم تنتهي ومديرية التجهيز لم تتسلم المشروع.
تافرانت: عبد النبي الشراط.
أثير لغط كثير عبر وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام بمنطقة تافرانت بخصوص الطريق الرابطة بين دوار بوقلعة (جماعة تافرانت) وجماعة تبودة، التابعتان معا لقيادة تافرانت بإقليم تاونات.
هذه الطريق الممتدة عبر 20 كيلومترا، قسمت لجزأين، جزء يخص جماعة تبودة وجزء يخص جماعة تافرانت، وكانت وزارة التجهيز قد أرست صفقة توسعة وتعبيد هذه الطريق على مقاولين اثنين ليتكفل كل منهما بالجزء الخاص به، وعلى مدى سنوات كانت الطريق موضوع هذا المقال مهترئة جدا وغير صالحة للاستعمال، وتضرر السكان جراء ذلك بشكل كبير، وكان إصلاحها مطلب جمعيات المجتمع المدني ورواد وسائط التواصل الاجتماعي الناشطين بالمنطقة، حيث كان المطلب ينصب حول تعبيدها وتوسعتها وإصلاحها، خاصة وهي تربط بين إقليمين رئيسيين: تاونات وشفشاون.
وقبل 7 أشهر أو تزيد بقليل تم الشروع في إنجازها، وحسب شهادات المواطنين فإن البنية التحتية للطريق جيدة جدا، قياسا مع بقية الطرقات التي أنجزت في المنطقة، لكن ما ذا حدث؟
توقفت الأشغال بشكل مؤقت، في انتظار ترتيبات تتعلق بتمديد أنابيب المياه بجانب الطريق، وتم وضع خط أبيض منتصف الطريق بشكل مؤقت، حرصا على سلامة السكان من حوادث طرقية قد تحدث لا قدر الله، خاصة والطريق موضوع حديثنا تمر وسط العديد من الدواوير بالإضافة لامتلاكم للماشية، وذلك ما دفع الجهات المسؤولة بمديرية التجهيز بتاونات لوضع خط أبيض فاصل يشطر الطريق جزأين.
وهكذا بدأت “الكتابات” والانتقادات على أساس أن المقاول أنهى الأشغال فيما بقيت الطريق غير مكتملة، وغير صالحة للاستعمال، إلى غير ذلك من الانتقادات التي وجهت للمسؤولين شرقا وغربا، يمينا وشمالا، ولم تسلم القيادات المحلية للأحزاب السياسية، وكذلك المنتخبون بكافة أطيافهم من هذا (النقد).
بحكم وجودي في المنطقة انتقلت قبل يومين لذات الطريق بهدف المعاينة أولا، وكان لزاما أن أجري اتصالات بالمسؤولين الذين يعنيهم الأمر، في مقدمتهم المقاول الذي أنجز الشطر الرابط بين دوار بوقلعة إلى نهاية حدود جماعة تافرانت مع جماعة تبودة، لكن المقاول لم يرد على الهاتف
بعد ذلك أجريت اتصالين منفصلين مع كل من رئيس جماعة تافرانت والنائب البرلماني بدائرة القرية غفساي المفضل الطاهري والسيد المدير الجهوي لوزارة التجهيز واللوجستيك بتاونات السيد هشام الشعابي، اللذين شاركا في اجتماع ضمن فريق آخر ضم ممثل عمالة إقليم تاونات (قائد قيادة تافرانت) والمقاول المعني بالطريق وأطراف أخرى ذات صلة بالموضوع، وذلك يوم 19 نوفمبر الجاري (2024) وكان الاجتماع ميدانيا، على أطراف الطريق للوقوف على ما تم إنجازه، وما سيتم إنجازه قريبا.
وفي تصريح خصنا به السيد المدير الجهوي للتجهيز واللوجستيك، أكد على أن الوزارة ممثلة بمديرية التجهيز بتاونات لم تتسلم المشروع من المقاول وما زالت بذمة الوزارة ما يقرب من مائتي مليون سنتيم لا يمكن تسديدها للمقاول إلا بعد الإنجاز النهائي للطريق، كما أن ضمان الطريق يمتد لعامين، وأضاف مدير التجهيز واللوجستيك بأن الأشغال غير متوقفة، والعمل بها ما زال مستمرا، كما أوضح بأن الطريق في صيغتها الحالية تعرضت لبعض الأضرار بسبب مرور شاحنات قوية أحدثت بعض الأضرار وسيتم إصلاحها.
وعلى جانب آخر أكد مدير التجهيز أنه أضيفت قنوات صرف مياه (قناطر صغيرة) لم تكن مبرمجة من قبل.
خلاصة القول أن الأشغال لم تتوقف، بل هي مستمرة، والتوقف المؤقت كان اضطراريا لأسباب فنية وتقنية لا غير.
هذه هي تفاصيل الطريق 419، نقلناها لكم بأمانة واستنادا لتصريحات المسؤولين المباشرين، بعيدا عن كل المزايدات.