قرية با محمد: إنهيار ملعب القرب بسبب سوء التدبير.

تعتبر الملاعب مساحات مهمة للتجمع الاجتماعي وممارسة النشاطات الرياضية، حيث يتم خلالها تعزيز الروح الرياضية والترابط المجتمعي. واحدة من هذه الملاعب هو ملعب القرب في قرية با محمد، الذي عانى من تدهور حالته بشكل كبير بسبب سوء مواد البناء واختيار موقع غير صالح للبناء.
يعتبر ملعب القرب صنف E الذي تم تسليمه بشكل نهائي خلال بداية الولاية الانتدابية السالفة من طرف الرئيس الحالي نموذجا حقيقيا لهدر المال العام وعدم السهر على تدبيره وفق ما تنص عليه الضوابط القانونية التي تؤطر عملية تنزيل المشاريع بصفة عامة.

بداية، يجب أن نفهم أن البناء الجيد واستخدام المواد الصحيحة هما عاملان أساسيان في بناء هياكل متينة ومستدامة. ولكن في حالة ملعب القرب، تم الاستهانة بجودة المواد المستخدمة في البناء، مما أدى إلى تدهور سريع للملعب. تأثرت الأساسات والمنشآت الرياضية بالعوامل البيئية والتغيرات المناخية، وتسبب ذلك في تشققات وانهيارات في البنية التحتية للملعب. كل ذلك يشكل خطرا على سلامة المستخدمين ويقيد القدرة على استخدام الملعب بشكل آمن.
حيث شابت عملية تنزيل هذا المشروع المهم عدة اختلالات وخروقات إذ أن أول إجراء خاطئ شمل هذا المرفق تجلى في عدم السهر بشكل جيد على اختيار الموقع الأنسب لبناء هذا الفضاء.
حيث كان من المفروض اعتماد دراسة جيوتقنية واقعية لكونها أول خطوة يتم إجراؤها قبل البدء في أي مشروع.
تليها عملية الدراسة التقنية على مستوى جميع المواد المتطلبة للإنجاز ومعاييرها ارتباطا بشكلها الهندسي وطبيعة الموقع.
وبالإضافة إلى سوء مواد البناء، فإن موقع الملعب ذاته كان غير صالح للبناء. قد تم اختيار موقع محاط بتلال ومستويات غير مستقرة، مما أدى به للتزلزل، وهذا أثر سلبا على الأرضية وجعلها غير صالحة للاستخدام الرياضي. بالتالي، تعذر على الأشخاص اللعب فيه واستغلاله بالشكل المطلوب.

ومع الأسف، لم يتم اللعب في ملعب القرب في قرية با محمد أبدا، رغم جهود السلطات المحلية والمجتمع المحلي في إنشاء الملعب. وبالرغم من عدم استخدام الملعب، فإنه تدهور بشكل متسارع بسبب التحديات المذكورة.
إلا أن البادي من خلال معاينة هذا المرفق المهترئ الذي لم يشهد منذ تسليمه النهائي خلال سنة 2016 من طرف الشركة العاملة لصالح جماعة قرية با محمد، لم يشهد إجراء ولو نشاط رياضي واحد.
وللإشارة فإن رئيس جماعة قرية با محمد صرف على هذا المشروع ما يفوق 600000 درهم يعني ما يفوق 60 مليون سنتيم من المال العام. كما أنه لم يحرص على وتشديد الرقابة من خلال تتبع عملية الإنجاز.
وقد أنجز هذا المشروع بتمويل من طرف مؤسسة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وهذا ما يطرح عدة إشكالات تحيلنا الأجوبة عليها على الأسباب الحقيقية وراء افشال جل المشاريع المندرجة ضمن برامج هذه المبادرة العظيمة التي دشن انطلاقتها صاحب الجلالة نصره الله وأيده سنة 2004. والتي تتجلى في عدم سهر هذه المؤسسة على تتبع ومواكبة المشاريع الممولة من طرفها أو تكون بمثابة شريك فيها.

يعتبر ملعب القرب في قرية با محمد مثالا صارخا على أهمية التخطيط الجيد واستخدام المواد البنائية الملائمة عند بناء المنشآت الرياضية. يجب أن تكون هناك دراسات جيدة للتربة والتضاريس قبل اختيار موقع الملعب، ويجب أن يتم اختيار المواد البنائية ذات الجودة العالية لضمان المتانة والصمود لسنوات عديدة.
بالنظر إلى حالة ملعب القرب، يجب على السلطات المحلية والجهات المسؤولة أن تتحمل المسؤولية وتعمل على إصلاح الملعب أو بناء ملعب جديد يلبي المعايير اللازمة للاستخدام الرياضي الآمن والمستدام. يجب أن تُعَطَى الأولوية لصيانة وتجديد الملعب وتوفير التمويل اللازم لتحقيق ذلك.
وعلاوة على ذلك، يجب أن يكون هناك توعية وتثقيف للمجتمع المحلي بأهمية المرافق الرياضية وكيفية الحفاظ عليها. يمكن تشكيل لجان محلية للرياضة والترفيه تهتم بإدارة وصيانة الملاعب، وتشجيع المشاركة المجتمعية في الحفاظ على المنشآت الرياضية.

باختصار، ملعب القرب في قرية با محمد يمثل نموذجا للتحديات التي يمكن مواجهتها عندما لا يتم الاهتمام بجودة المواد البنائية والتخطيط الجيد للموقع. يجب على الجهات المسؤولة أن تتحمل المسؤولية وتعمل على إصلاح الملعب أو بناء ملعب جديد يلبي احتياجات المجتمع المحلي. يجب أن تتخذ الخطوات اللازمة لتقييم الأضرار الحالية وتصميم الملعب بشكل صحيح وفقا للمعايير الفنية والبيئية.
علاوة على ذلك، ينبغي أن تكون هناك جهود متواصلة للتوعية وتعزيز الوعي بأهمية الصيانة الدورية للمرافق الرياضية وتوفير الموارد المالية اللازمة لذلك. يمكن استخدام الشراكات المحلية والدعم من القطاع الخاص لتوفير التمويل المستدام للحفاظ على الملاعب وتحسينها.
في النهاية، يجب أن يكون هناك التزام من قبل الجميع للحفاظ على الملاعب كأصول رياضية مهمة ومساحات تجمع مجتمعية. يمكن أن تكون الملاعب مصدرا للفخر والسعادة للسكان المحليين ومنصة لتعزيز الصحة والعافية وتعزيز الترابط الاجتماعي.
لذا، ينبغي أن نتعلم من تجربة ملعب القرب في قرية با محمد وأن نعمل بجد لتجنب الأخطاء التي أدت إلى تدهوره. يجب على السلطات المحلية والجماعة المحلية أن تضع الرياضة والمرافق الرياضية في أولوياتها وتسعى جاهدة لتوفير الملاعب المناسبة والمستدامة التي تلبي احتياجات المجتمع وتعزز نمط حياة صحي ونشاط رياضي مستدام.
إضافة لذلك عدم مراقبة الجهات المسؤولة لجودة المشروع أثناء عملية التشييد.
بالفعل، إحدى التحديات الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى تدهور الملاعب هي عدم مراقبة الجهات المسؤولة عن جودة المشروع خلال عملية التشييد. من المهم أن يتم توفير إشراف فني ومراقبة فعالة أثناء عملية البناء للتأكد من أن المواد المستخدمة وطرق البناء تتوافق مع المعايير والمواصفات اللازمة.

يجب أن تتخذ الجهات المسؤولة إجراءات صارمة لضمان جودة المشروع والامتثال للمعايير الفنية. يشمل ذلك التعاقد مع مقاولين ومهندسين ذوي خبرة وسمعة جيدة في مجال البناء الرياضي. يجب أن يتم إجراء فحوصات واختبارات دورية على المواد المستخدمة والهياكل المبنية للتأكد من جودتها وسلامتها.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون هناك آليات للتبليغ عن أي مخالفات أو مشاكل في عملية البناء. يجب أن يتم تشجيع المجتمع المحلي والمستخدمين المستقبليين على الإبلاغ عن أي انتهاكات أو عيوب في المشروع بغية اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب.
من المهم أن يكون هناك نظام رقابي قوي وشفاف يضمن الامتثال للمعايير والجودة في عملية البناء والصيانة. يجب أن تكون هناك مسؤولية مشتركة بين الجهات المسؤولة والمجتمع المحلي للحفاظ على الملاعب ومتابعة جودتها على المدى الطويل.
ولهذا وجب على المؤسسات الوصية على الجماعات بالمملكة الشريفة اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذا الوابل من الإختلالات و الخروقات التي تستهدف المال العام وتسهم في تردي الوضع العام للوطن ككل وتكبح إرادة المؤسسة الملكية التي تصبو من خلال مبادراتها الحكيمة وتوجيهاتها الرشيدة إلى الرقي بالوطن حرصا منها على تحقيق العدالة المجالية دون أدنى تمييز بين جميع رعايا صاحب الجلالة.