فن وثقافة

من وحي الطفولة المعلمان المختلفان


عبد النبي الشراط

بدأ الكاتب سيرة طفولته بهذه العبارات الراقية:
(فتحنا أعيننا على هرمين وعملاقين ومن أندر رجال التعليم في منطقتنا – منطقة بني زروال يقصد- خرجا أجيالا عديدة من مدرستهما، كانا يدرسان في نفس المستوى، الخامس الابتدائي، لعبا دور الغربال الذي يمحص الحصى والخشاش من الزرع، للعبور إلى المستوى الإعدادي لابد لك من تأشيرة المرور منهما.)
.


هكذا بدأ (عبد المنعم الهراق) سيرة طفولته.. بدأ بالحديث عن أساتذته الأجلاء الذين كانوا وراء تعليمه وتكوينه وتثقيفه، وهو وفاء نادر قلما يقوم به الكثير منا.. الوفاء للمعلم.


وقد تحدث الكاتب عن معلمين نادرين هما: (سي عبد الرزاق وسي احمد).


من وحي الطفولة، قدم له الكاتب الأديب محمد البوعبيدي، الذي أكد في مقدمته أنه كان دائما يثني على الكتبي الذي كان يرى فيه رجلا بمواصفات خاصة، (تجمع بين معرفة الكاتب وذاكرة المعلم، وتبويب المصنف وخبرة المجرب…) وهو وصف دقيق لبائع الكتب الذي حقيقة أعتبره شخصيا يقوم بدور المؤلف، ودور الموجه، ودور الناقد أيضا.. خاصة حينما يرشدك للأعمال الجديدة التي تكون المطابع قد حصدتها ولا تعلم عنها شيئا..


اليوم حصلت على نسختي من كتاب (أوراق من وحي الطفولة) – ملامح من الذاكرة البعيدة المدى- للأستاذ/ عبد المنعم الهراق، الذي عرفته طيلة أكثر من عقدين بمكتبة ألفية بالرباط حيث يعمل..


تعرفت عليه وأنا صحفي، حيث كنت أرتاد هذه المكتبة للبحث عن الكتب والمراجع ذات الصلة بالصحاف والإعلام، وذلك للاطلاع على مستجدات المهنة وما يكتب حولها.
كذلك كنت دائما أزور هذه المكتبة التي تتوسط شارع محمد الخامس بالرباط للبحث عن كتب أخرى تهم مجالات متعددة في الدين والسياسة والاجتماع والفلسفة.. وكان عبد المنعم الشخص الأبرز الذي يرشدك لكل ما تطلب..


ثم بعد ذلك عرفته كناشر، بحكم تعامل (دار الوطن للصحاف للصحافة والطباعة والنشر) التي أديرها مع المكتبات وضمنها: ألفية.


ينحدر عبد المنعم الهراق م قبيلة بني زروال التي أنتمي إليها، وحتى أكون دقيقا، فقد كتبت هذه المقدمة حتى دون أن أقرأ الكتاب كاملا، مكتفيا بقراءة مقدمة الأستاذ البوعبيدي، وإهداء الكاتب الذي جاء موجزا وغنيا بالدلالات حيث ورد فيه: (إلى التي فجرت في الطفولة وذكرياتها.. ملهمتي العظيمة) دون أن يفصح عن ملهمته هذه، كما قرأت الصفحة الأولى من الكتاب التي تحدث فيها الكاتب عن (معلميه) وهو ما دفعني للإسراع بكتابة هذه الورق السريعة، في انتظار أن أقرأ (وحي الطفولة) كاملا وبلا شك ستكون لي وقفة أخرى متأنية مع طفولة عبد المنعم الهراق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock