قراءة سريعة فيما جرى ويجري داخل حزب الاستقلال بدائرة غفساي إقليم تاونات :(إستكمالا لقصة موسى وفرعون) 3/3
ملاحظة: لم يعد العنوان السابق مناسبا، فكان لابد من تغييره..
كتب/ عبد النبي الشراط
بعد فاجعة محمد الطراف الذي شق عصا الطاعة على الفقيه الزعيم الذي كان يعتقد أن دائرته الانتخابية لن يجرؤ أحدا على مزاحمته فيها، ظهر شخص فجأة وغير الموازين… وهذه الموازين قد تؤثر بلا شك على ميزان الاستقلال.
وفيما تجرأ الطراف على خوض المعركة. ندا لند مع الفقيه، رضخ عبد الواحد ناصر رئيس بلدية غفساي للأمر الواقع حيث تنازل عن شرطه السابق القاضي بأحقية ترشحه لمجلس الجهة، لكن الأمور كانت قد حسمت سلفا بين الفقيه ومفتش الحزب بتاونات من جهة وقيادة الحزب من جهة أخرى.
وفيما كان الفقيه و (مستشاروه) طيلة مدة زمنية خلت، يعطون الوعود لرئيس بلدية غفساي بأن لا أحد سينافسه في مجلس الجهة، كانوا بالمقابل يتفاوضون مع شخص ٱخر من بلدية تيسة بتنسيق مع قيادة الحزب، ولم يتركوا لناصر فرصة للتحرك، خاصة بعدما هدأه أمين عام حزب الاستقلال بمكالمة هاتفية في محاولة لتهدئة خاطره.
لكن بالرغم من المؤامرات التي حيكت ضده فقد طلع عبد الواحد ناصر ذكيا إلى حد ما وفضل البقاء داخل فضاء الحزب مكتفيا بالترشح للمجلس البلدي تحت يافطة الحزب، أملا في عودته لرئاسة بلدية غفساي من جديد، وذلك في حالة عدم اختلاق مؤامرة جديدة ضده في موضوع رئاسة البلدية خاصة وأن غريمه اللدود رئيس جماعة كيسان يشعر بأنه حقق نصرا بعدم تزكية ناصر لمجلس الجهة.
رئيس كيسان الذي يحاول جاهدا وبكل مكر السيطرة على مقاليد الحزب بدائرة غفساي، وبما أنه الٱن حقق ما أراد فليس من المستبعد أن يكون الهدف التالي عنده هو الفقيه الطاهري نفسه، فقد ينتظر الفرصة كي يخسف به لتؤول إليه الأمور…
والغريب في الأمر أن الحسايني بالرغم من كل هذا الذي يبدو أنه حققه فهو شخص بلا مستوى ثقافي ولا فكري ولا تعليمي يؤهله لكي يؤثر في مجريات أمور الحزب، وأن ناصر كان ولا زال عقدته الوحيدة لأن هذا الأخير مؤهل أكثر منه ثقافيا ومعرفيا وحتى سياسيا، ولذلك كان ولا زال يسعى لإزاحته من الحزب ليخلوا له الجو ويبقى هدفه اللاحق هو الطاهري الذي يبدو أنه ينصاع له بشكل كبير… بالرغم من أن الحسايني منبوذ داخل الوسط الاستقلالي نفسه.وبقبول ناصر بالأمر الواقع يكون قد قطع الطريق على الحسايني.
واستنادا لكل هذه القراءات فإنني أتوقع أن ينحصر دور الاستقلال في دائرة غفساي بكل جماعاتها، لأن المؤشرات الحالية تفيد بهذا الانحسار، خاصة مع بروز منافسة قوية من طرف حزب الأحرار الذي نزل بكامل ثقله في جماعة تبودة، وجزء بسيط من جماعة تافرانت…
لكن المؤشرات تفيد أن الأحرار يسعون لاستعادة مجدهم هناك بكل الطرق، وإذا كانت الحظوظ المالية ميسرة في تبودة للأحرار فإن أحرار تافرانت لا يستطيعون المنافسة.
وعلى جانب ٱخر يبدو أن الاتحاد الاشتراكي بدوره أعلن عن منافسة قوية جدا في جماعة تافرانت عبر ترشيحه مجموعة من الشباب المتعلم الذين قد يخلقون المفاجأة إذا نسقوا فيما بينهم ونجحوا في التواصل مع السكان وإعلان برنامج انتخابي موحد قوي ومنطقي، وبالرغم من شباب الاتحاد الاشتراكي أغلبهم متعلمون فإن التجربة تلعب لعبتها.. لكن في نهاية المطاف سوف يؤثرون على السياق العام في جماعة تافرانت تحديدا..
أما في جماعة تبودة فلن يكون أي تأثير. للاتحاد بالنظر لأن بعض الشباب الذين برزوا قبل شهور كقوة مؤثرة باسم حزب الديموقراطيين الجدد، لكنهم سقطوا في أول اختبار، لأن الزمن القصير الذي قضوه داخل الحزب الناشئ لم يكن كفيلا بتأطيرهم، ولذلك سارعوا للبحث عن مصالح ومنافع بسيطة لكنهم لن يجدوا ما سعوا إليه داخل الاتحاد الاشتراكي نفسه، وهذا بخلاف شباب جماعة تافرانت الذين لا يبحثون عن منافع بل انظموا للاتحاد من أجل محاولة التغيير فقط.
تبدو الحسابات كلها ملخبطة لكن الذي لا شك فيه أن مهمة الاستقلال عسيرة جدا هذه المرة ولن يحصل حزب علال على ما حصل عليه خلال الانتخابات الفائتة.
نتوقف عند هذه القراءات والتوقعات التي ستؤكدها الأيام والأحداث اللاحقة أو تنفيها.. وكما اعلنت أكثر من مرة بأن موقفي الشخصي من العملية الانتخابية برمتها سلبي فإنني ٱمل من الشباب أن يدخلوا هذه التجربة ليس حبا في الانتخابات بحد ذاتها وإنما أملا في التغير.. وسوف نساند كل الغيورين بالمنطقة الذين يسعون للتغيير.. وكفى من العبث..