أخبار وطنية

هل ستكون هناك نزاهة في انتقاء المدير العام الجديد للانابيك؟


أثار إعفاء عبد المنعم المدني من منصبه كمدير عام لوكالة الأنابيك الكثير من الاستغراب والاستياء داخل أوساط المستخدمين، ولم يكن عدد من المتتبعين يتوقعون أن تتم العملية بهذه الطريقة التي تمت بها وفي هذه الظرفية بالذات.

فقد تم قبل شهر عقد المجلس الإداري للوكالة الوطنية برآسة وزير الشغل والادماج المهني بصفته وزيرا وصيا على القطاع، حيث تقدم المدير العام الذي تم اعفاءه ببرنامجه السنوي لسنة 2021، وتمت المصادقة عليه من طرف أعضاء المجلس.

وخلال الاجتماع، نوه الوزير بالنتائج التي حققتها الوكالة خلال سنة 2020 رغم الظرفية الاقتصادية الحرجة التي خلفتها جائحة كوفيد 19.


إن السرعة الذي تم بها هذا الاعفاء لا توازيها الى السرعة التي تم بها اعلان فتح باب الترشيح، اذ عمد الوزير إلى توقيع قرار بفتح باب الترشيح في نفس اليوم الذي تم فيه قرار الاعفاء، مما يدل على أن هذا الاجراء كان مخطط له سلفا.

هذا ما تشير إليه الأخبار المتسربة من أروقة الوزارة بالرباط على أن إقالة المدير العام جاءت نتيجة خلاصات اللجنة البرلمانية للتقصي في تقريرها الأسود حول الاختلالات التي عرفها تدبير الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات على عهد عبد المنعم المدني.


على الجانب المقابل، تفيد الأخبار الواردة من مقر الأنابيك بالدار البيضاء أن، هناك خروقات كبيرة في صفقات التكوين التأهيلي التي استفاد منها مكتب دراسات في ملكية مستشار بديوان الوزير أمكراز، والتي تقدر قيمتها بملايين الدراهم بتواطؤ مكشوف مع المدير الجهوي لوكالة الأنابيك بجهة الرباط سلا القنيطرة.

وقد تردد صدى هذه الخروقات على صفحات الجرائد الوطنية ووصل الى حد مسائلة الوزير من طرف البرلمان.


كما أن الإدارة العامة الأنابيك قد أرسلت لجنة تفتيش إلى ادارتها الجهوية بالرباط للتدقيق في عمليات تكوين قامت بها مؤسسة مستشار الوزير أثناء القافلة التي قامت بها شركة بوجو ستروين إلى عدد من المدن المغربية لانتقاء مرشحين، والتي أشرف عليها المدير الجهوي الأنابيك، وكان يرافقه في كل هذه الزيارات الميدانية مستشار الوزير ولكن بصفته مالك لمؤسسة التكوين التي تعطي تكوينات للمرشحين حتى قبل أن يتم لانتقائهم، وهي عملية أدرت عائدات مالية مهمة على المستشار ولكنها لم تقدم أي خدمة للمستفيدين ولا للشركة المشغلة التي تم استغلال عرضها ماليا وسياسيا.

كما أن التحريات أظهر ت أن المدير الجهوي للأنابيك قام بتحويل الميزانية التي حصصها مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة لفائدة أبناء الجهة، ليستعملها بطريقة مريبة في التكوينات التي قامت بها مؤسسة مستشار الوزير بعدد من المدن التي مرت بها قافلة بوجو ستروين.


ولاء المدير الجهوي الأنابيك لديوان الوزير لم يقف عند هذا الحد، بل استمر على شكل تعاون سياسي، حيث قام المدير الجهوي بزيارات ميدانية لعدد من الجهات خارج صلاحياته وبدون علم المدير العام، حيث ذهب رفقة الكانب العام إلى مدينة وجدة للاجتماع مع والي جهة الشرق، كما سافر ضمن وفد الوزير الى مدينة أكادير للاجتماع مع والي الجهة والمشاركة في أنشطة الوزير التي كانت لأغراض انتخابية.

هذا الولاء كان من نتائجه المباشرة استفادة المدير الجهوي بعد أن بلغ سن التقاعد من تمديد لمدة التوظيف لسنتين اضافيتين، كما أن الأخبار الواردة من الرباط تفيد أن هناك وعودا بترقية المدير الجهوي الى منصب مدير عام للوكالة حتى لا يعود هناك حرج في استغلال الوكالة بدون حرج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock