من ديكارت إلى سعيد
عثمان ناجي /كرونو نيوز
لا يملك أمثالي إلا عبارات التعجب و أسئلة كثيرة لفهم ما يقع.
اختلط علي الأمر.
سعيد احتج أمام ثانوية البعثة. ردد عبارات جميلة بلكنة باريسية أنيقة .
وقع هذا في قلب عاصمة المملكة الرباط.
بالضبط بحي أكدال العالي.
اكدال ،اكدالان.و ليعذرني خبراء العربية و كذا الأمازيغي. الإسم أعجمي لا يقبل المثنى.
أكدال السفلي، بحاناته البئيسة و فيلاته المتهالكة.
أكدال العالي، بثانوية ديكارت، و مقهي بول حيث قشدة القشدة،أو هكذا يظن علية القوم.
سعيد أيضا، سعيدان.
أصبح وزيرا سعيدا، يفرق ابتسامات جميلة عبر أقاليم البلد.
سعيد ينزل برامج الإصلاح، بكل ثقة.
أكدال العالي، ليس هو أكدال غير العالي.
هنا،في اكدال العالي ،تعيش النخبة.
تختار النخبة مدارس فرنسا،لجودة التعليم و فخامة الإسم.تعرف النخبة أن الدراسة لا تتوقف هنا،فلا أحد يضرب عن العمل أبدا.
أحسن سعيد في اختياره دون شك،لماذا احتج اذن؟
قيل لي أن إدارة المدرسة رفعت مصاريف التمدرس الناعم الجميل في حي اكدال العالي. و الله أعلم.
ثم أصبح سعيد وزيرا.
في وزارة سعيد،الكل يحتج.
أما سعيد،فيبتسم.
وبعد الابتسامة، يفرق سعيد الوعود.
سعيد لا يفهم لماذا يحتج الآخرون؟
يقول أنه أعطى كلمة شرف ووعد لا محيد عنه.و يقول المحتجون أن الوعود هي وعود لا غير.
بين سعيد و وعوده،و جمع عرمرم من المحتجين،تحدث أشياء غريبة عن عالم التعليم.
يقول سعيد أنه رجل شرف و أن كلمته بألف وثيقة.
سعيد قال،سعيد سيفعل.
ماذا سيفعل أمام هجمة المقدمين؟و ضربات الغدر و السحل و الجر؟
لا شيء.
سعيد مزدوج.يحق له أن يحتج في أكدال العالي ،و لا يحق لغيره أن يحتج في أي مكان أخر.
نحتاج لجواب سعيد اليوم، و ليس غدا.
الوطن أعلى من كل اكدال ،و من مدرسة البعثة الفرنسية.
و على ذكر ديكارت،الفيلسوف و عالم الرياضيات الفرنسي الشهير التي تحمل الثانوية الشهيرة في حي اكدال العالي اسمه ، الذي يُشار إليه غالبًا باسم “أبو الفلسفة الحديثة”، يحق لي و لك،و لكل راغب في ذلك استخدام الشك المنهجي ،و هو من أدوات ديكارت المفضلة للوصول للحقيقة.
يحق لنا أن نتساءل: هل يسعى سعيد حقا إلى حل مشاكل التعليم،و ضمان عودة الهدوء و النظام الى مدارس المغرب؟
لا جواب شافي،و لا حل في الأفق.
“من أكبر أخطائنا أنّنا نفترض بأن الأشخاص الآخرين يفكرون بنفس طريقة تفكيرنا.”
رينيه ديكارت ( 1596 – 1650) فيلسوف، وعالم رياضي وفيزيائي فرنسي.