لماذا تغرق مدننا كلما تساقطت الأمطار ؟؟؟الدار البيضاء وقرية با محمد نموذجين

عبد العالي بودمة
اعتبر العديد من رواد الفضاء الأزرق أن المطر وفيروس كورونا جاءا ليعريا الوجه الحقيقي للمنتخبين ، ولإزالة مساحيق التجميل لواجهة مشارعهم.
فالملاحظ اليوم ومساء أمس بعد تساقط دقائق قليلة من أمطار الخير على بلادنا، حتى انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور توثق لغرق مجموعة من المدن بالمغرب. بل وانهيار مجموعة من القناطر بالمجال القروي، وجل المسالك أصبحت غير قابلة للولوج.
أيضا انكسار وتشقق الطرقات والأزقة بعدد من المدن الصغيرة، والتي عرفت انطلاق مشاريع التأهيل الحضري خصصت له أموال طائلة كشفت الأمطار عن عيوبها.
من يتحمل المسؤولية في الوضع الكارثي للبنية التحتية سواء بالمجال الحضري أو القروي ؟ هل قدر مدننا أن تعيش الهشاشة على جميع المستويات دون حسيب ولا رقيب ؟ هل يمكننا تحميل المسؤولية للعوامل الطبيعية ” الأمطار مثلا “! أم نحمل المسؤولية للساهرين على تسيير وتدبيير الشأن العام؟

الحقيقة أن مدننا كانت تصرخ وتبكي على ثرواتها وممتلكاتها المنهوبة. كانت تشكي وتحكي عن معاناتها من العبث والإهمال التي لاقته منذ سنوات من العشوائية في التسيير. الحقيقة أن مدننا كانت تحكي عن الفساد المستشري في مجالسها ومقاولاتها؛ بينما المطر بريء من غرقها، هو فقط شاهد عيان وكاشف الجريمة المرتكبة في حق مدننا وساكناتها.
الذي أغرق مدننا هو من شجع على الإفلات من العقاب في جرائم نهب وهدر المال العام، وأغرق ظلما من انتفضوا ضد هذه الجرائم بوابل سنوات من السجون.
الذي أغرق مدننا هو عدم متابعة مسؤولين قاموا برعاية وحماية الفساد دون معاقبتهم، ودون حتى تجريدهم مما اكتسبوه من ثروة بلا حسيب ولا رقيب من خلال سمسرتهم في المشاريع المغشوشة التي اشرفوا على إنجازها.
الذي أغرق مدننا ليس المطر، بل من نهب الأموال المرصودة لقنوات الصرف الصحي والشوارع والحدائق والمسالك والطرق القروية….
الأمطار قامت بما لم تستطيع تقارير المجلس الأعلى للحسابات، شكرا لك أمطار الخير لأنك كشفت كيف أن الإنتخابات يتسرب من خلالها المنتخبون الفسادون إلى مواقع تسيير وتدبير مدننا ، وإلى غرف التشريع لمراقبة السياسات العمومية دون أثر لذلك.
فالغش يتعايش معه الجميع بدءا من مقاعد الدراسة إلى مقاعد البرلمان.