مقالات الرأي

2020…السنة التي غيرت العالم

عادل بن الحبيب

بعد أيام معدودة من توديع سنة 2020 و استقبال سنة جديدة، الجميع يتفق على أن سنة 2020 كانت سنة صعبة للغاية ،سنة دخلت التاريخ الإنساني، إذ جلبت كائنا دخيلا هو فيروس الرعب، كورونا، تصدر الأخبار وأحاديث الناس وأبعد تلاقيهم، وجلب الكآبة والرعب إلى كل بيت على الكرة الأرضية، فأصبح العدو «الأوحد المُجْمَع عليه» من البشر، رغم اختلاف مذاهبهم وألوانهم.

سنة 2020 بالنسبة للكثيرين منا سنة مليئة بالكوارث والكآبة ، بحيث بدأ البعض في وصف هذه السنة التي شهدت انتشار الوباء بأنها “أسوأ سنة على الإطلاق”.

حصد وباء كوفيد-19 العديد من الأرواح في هذه السنة، حيث أصيب به أكثر من 74,5 مليون شخص، وفتك المرض بأكثر من 1,6 مليون حول العالم حسب الأرقام التي أعدتها جامعة جونز هوبكينز.

كم من قريب وصديق، غادرنا للحياة الاخرى بفعل كورونا بدون مراسم وداع ولا عزاء.سنة 2020 كانت سنة فقدان الناس وظائفهم ،لقد كان الوقع الاقتصادي لوباء كوفيد-19 شديدا جدا، وأثر سلبا على مصادر أرزاق الناس في كافة أرجاء العالم , من البديهي أننا لا نستطيع أن نمحو الخسائر الفادحة التي تكبدها قطاعات السياحة والتجارة و الصناعة الفلاحة و غيرها ، بسبب الأزمة الصحية المرتبطة بفيروس كورونا المستجد ، والتي فرضت نمط حياة جديدة يخضع لقيود صارمة.

وقد أكدت منظمة العمل الدولية ، أن أكثر من سدس شباب العالم فقدوا وظائفهم، بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد.وأوضحت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، في النسخة الرابعة من تقريرها حول أثر جائحة كورونا على الوظائف، أن ما يعادل 305 ملايين وظيفة فُقدت بسبب كوفيد-19.

سنة 2020 كانت سنة تباعد بامتياز، حيث اظطر الجميع إلى الابتعاد و عدم رؤية العائلة و الأصدقاء و الأحباب. مما لا شك فيه أن الكثيرين حول العالم اضطروا في هذه السنة إلى قضاء معظم أوقاتهم في منازلهم، وحرموا من رؤية أحبائهم ،عام 2020 كان سنة تغير شكل الحياة فيها ؛ فمن إغلاق دام أشهرا، إلى حجر منزلي، وإجراءت تباعد جسدي، مُنعت الزيارات المتبادلة، وأوقف التعليم في المدارس وممارسة الرياضة في القاعات والهواء الطلق ، وأغلقت دور السينما، و المقاهي و المطاعم ، و فرض التعقيم و الكمامات، فجأة كأن العالم توقف .سنة2020 كانت سنة خوف و قلق وهلع ،الخوف من الفيروس، الخوف على الأحباب و العائلة و الاصدقاء ،الخوف من فقدان الشغل ، الخوف من المستقبل، من المجهول من الغد.

الإحساس بعدم الأمان .

سنة 2020 سنة منع الكل من السفرو التمتع بإجازة في الداخل او الخارج. كانت هذه السنة سنة سيئة بالفعل بالنسبة للقطاع السياحي العالمي. منع الجميع من السفر والتنقل، وقد بدأت آثار هذا الفيروس تظهر بجلاء منذ الإعلان عن الحجر الصحي وإغلاق الحدود البرية والجوية، وهو ما شكل ضربة قوية للمدن السياحية التي عانت من شلل تام خلال هذه الفترة الاستثنائية.

سنة 2020 سنة ازدياد العنف والمشاكل النفسية و ارتفاع نسبة الطلاق و الانتحار ، و ذلك بسبب الاغلاق التام و عدم القدرة على التنقل و السفر و الترفيه ، و بسبب تدهور الوضع المادي والاقتصادي و الاجتماعي و ارتفاع نسبة البطالة.سنة 2020 دمّر انفجار هائل مرفأ بيروت ، حيث تسبب حريق عرضي في مستودع كان يضم 2750 طنا تقريبا من مادة نيترات الأمونيوم في انفجار هائل وقع في الرابع من شهر غشت وأودى الانفجار بحياة 190 شخصا تقريبا، علاوة على إصابة أكثر من 6 آلاف آخرين بجروح.

ويقول خبراء إن انفجار مرفأ بيروت كان من أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ، إذ عادلت شدته شدة انفجار ألف طن من مادة تي أن تي – أي خمس شدة انفجار القنبلة الذرية التي ألقاها الأمريكيون على مدينة هيروشيما اليابانية في 1945.

سنة 2020 نفق و هرب 3 مليارات حيوان تقريبا نتيجة الحرائق التي شهدتها أستراليا (والتي اندلعت شراراتها الأولى في أواخر 2019)تسببت حرائق الأحراش الكبيرة التي شهدتها أستراليا في الصيف الماضي، علاوة على تسببها في مقتل 33 شخصا على الأقل، في دمار واسع النطاق للحيوانات التي تتميز بها هذه القارة.

فقد نفقت أعداد كبيرة من الثدييات والسحالي والطيور والضفادع في الحرائق أو بسبب ضياع بيئتها الطبيعية.على الرغم من وصف معظم الناس سنة 2020، بأيامها وأسابيعها وأشهرها بالقول بأنها كانت سيئة بامتياز، إلا أنه من الإيجابية بمكان أن نقول إنه العام الذي زاد فيه تقديرنا فيه للعلوم، و الطب و التعليم و للنعم التي ننعم بها ،وللأسرة ولأشياء جميلة أخرى بحياتنا، ولعله من هنا أصبحت بعض الأشياء أكثر أهمية، وبعضها أقل أهمية بعد هذا السنة ،لذلك لو نظرنا لسنة 2020 من ناحية تطور العلوم والتكنولوجيا، فإننا سنرى أن عام 2020 الإيجابي أوجد مجتمعات متواصلة علميا يعملون معا لتسريع لقاحات “كوفيد19″ الآمنة والمختبرة بالكامل.بكل تأكيد أنه من المهم، إدراك ماذا تعلمنا من هذه السنة المنتهية ، الحقيقة أننا ما زلنا هنا رغم كل هذه الأخطار والمخاوف المحيطة بالجائحة، وبلا شك، لقد تعلمنا ما هو المهم و الاهم، واستمعنا بأشياء جديدة لم نكن نعيرها الاهتمام الكافي .

كل هذه الأشياء هي أشياء جيدة. أعتقد أن سنة 2020 كانت سنة التغيير في كل شيء، رغم صعوبتها ، المهم الآن استخلاص الدروس و العبر و البحث عن الحلول و البدائل و عدم تكرار أخطاء الماضي و النظر بتفاؤل لما هو قادم.

نتمنى ان يرفع الله عنا هذا الوباء ونعود للحياة الطبيعية وان تكون سنة2021 سنة أمن وأمان وصحة وعافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock