مجتمع مدني

في غمرة الاحتفال بالذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس نصره الله عرش أسلافه المنعمين.

بيان.

في هذه اللحظة الوطنية المجيدة، التي يستحضر فيها المغاربة من السعيدية صوب طنجة إلى الكويرة، ومن مليلية وسبتة العزيزتين إلى الجاليات عبر العالم، مسارًا استثنائيًا من البناء والتحديث بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، تبرز معالم مغرب جديد، واثق من نفسه، ومتشبث بوحدته، وماضٍ بثبات في تثبيت موقعه كقوة صاعدة ذات مصداقية في غرب المتوسط، ومصدر توازن في محيطه الإقليمي والدولي.

 

وفي خضمّ هذه الدينامية التاريخية، لا يفتأ بعض المتربصين، ممن لم يستوعبوا التحولات الجارية، في البحث عن منافذ خلفية للتشويش على هذا المسار، عبر أدوات فقدت بريقها، وخطابات أكل عليها الزمن وشرب. ولعل آخر فصول هذا العبث ما صدر مؤخرًا عن كيان هجين يُطلق على نفسه اسم “الحزب الوطني الريفي”، عبر تصريحات مرتجلة روّجت لها بعض المنابر الإسبانية في انزلاق مهني يطرح أكثر من سؤال.

 

لقد تابع الرأي العام الوطني، بكثير من الرصانة والوعي، هذه التصريحات التي لا تعبّر سوى عن انفعال أقلية هامشية تفتقر إلى المشروعية المجتمعية، وتحاول التسلل من نوافذ الهوية لتمرير أجندات دخيلة، لا تمت بصلة إلى روح الريف ولا إلى قيمه الأصيلة المتجذّرة في الوطنية الصادقة.

 

وإذا كانت هذه التحركات تتزامن مع تصاعد الاعتراف الدولي بشرعية الموقف المغربي في قضية الصحراء، فإننا نقرأ فيها محاولات مفضوحة لإعادة توجيه البوصلة نحو الهامش، بعد الانهيار الدبلوماسي والسياسي لمشروع الانفصال، والارتباك الذي تعيشه غرف القرار في الجارة الشرقية، التي باتت تبحث عن “بدائل إعلامية” لتغطية خيباتها المتكررة.

 

إن مدينة “الروسيدير” مليلية، كما الريف، لم تكن يومًا حاضنة لمشاريع التمزيق، بل ظلت على مرّ العصور درعًا حصينًا للثوابت، وصوتًا وطنيًا عاليًا في وجه كل محاولات المسّ بالسيادة والوحدة. ولن تكون يومًا ورقة للمساومة أو أداة في لعبة توازنات إقليمية مأزومة.

 

ويؤكد هذا البيان، نيابةً عن المغاربة القاطنين بمدينة مليلية، الذين يشكلون أعمدة المكتب التنفيذي واللبنة الأولى لتأسيس المؤسسة، وطالما دافعوا عن حقوقهم المشروعة بصبر وعزيمة، وعموم أفراد الجالية المغربية عبر العالم، أن ما يُسمّى بـ”الحزب الوطني الريفي” ليس سوى واجهة رقمية وهمية، بلا امتداد واقعي، ولا شرعية سياسية، يحركه طموح انتهازي ويغذّيه تمويل مريب، في محاولة لتعويض فشل ذريع في تندوف، عبر افتعال معارك إعلامية في مليلية.

 

وندعو السلطات الوطنية، والشركاء الدوليين، وكذا الحكومة الإسبانية، إلى أخذ هذه التحركات على محمل الجد، باعتبارها مؤشرات اختراق هجين يستغل بيئة الحريات لتقويض استقرار المجتمعات، مستعينًا بتقنيات التضليل والتجييش الرقمي، تحت يافطات كاذبة تنضح بالمفارقة والعدمية.

 

كما نهيب بأبناء مليلية وسبتة والريفيين الوطنيين في الداخل والخارج إلى مزيد من التماسك، واليقظة، ورصّ الصفوف، لإفشال هذه المناورات اليائسة، والردّ عليها بما يليق من رقي وعمق وطني، في وفاء راسخ للعرش المجيد، جد ما عجزت عن بلوغه “عصابات الخيام”، لن تناله “ميليشيات اللايفات”…

ولأن المملكة، بثوابتها ومؤسساتها، لا تُستدرج إلى التفاهة، ولا تهتز أمام زعيق “الميكروفونات المحمولة”.

 

من سبتة ومليلية إلى الكويرة… الالتحام الأبدي بين العرش والشعب يظلّ الجواب الأبلغ على هذيانات التمزيق.

أما هواة التمويه الافتراضي، فربما حان وقت تحديث تطبيقاتهم… فالتاريخ لا ينتظر من تخلف عن الوعي الوطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock