رجال أمن أكفاء في حاجة إلى وسط مهني صحي حافظ للكرامة.

خالد أخازي: إعلامي مستقل وروائي.
اضطرتني الظروف أن ألجأ إلى المصلحة المسؤولة عن سيارات الأجرة بالدار البيضاء المعاريف، يسمونها عادة” مكتب التنقيط “، عقب رفض سائق أجرة متهور بلا ضمير نقلي إلى وجهتي طالبا مني تحديد الوجهة، فما أن مارست حقي بالرفض وهممت بالركوب، حتى غلق الأبواب، وانطلق بعدما رد علي بفظاظة و استهتار.
ضاع الزمن، وتبعثرت مواعيدي المهنية، فتصرف طائش لسائق سيارة أجرة حمراء ودون احترام، والتحاقي بالمصلحة لأداء واجبي… كلفته كبيرة والله..
ولأنني أثق في مؤسسات دولتي، لجأت إلى سلطة الرقابة، والشكاية الآن تأخذ مجراها، لأنها بين رجال أمن أكفاء، حسن الاستقبال والتوجيه، والتواصل المواطن ،مما عكس تشبعهم بكثير من الأمن المواطن ، والقيم الجديدة لإدارة حموشي، منذ تكلف بإدارة دفتها، وفق رؤية حداثية… تصالح الشرطة والمجتمع..
لكن ما حز في قلبي أن يشتغل هؤلاء الرجال الأكفاء، وقد راكموا سنوات من العمل الطويلة، في فضاء بئيس لا يمت بصلة لصورة المرفق الأمني الجديد، فهو فضاء وجوم بلا لمسة جمالية، يفتقد معالم المرفق العمومي، متهالك عفن، جزء من بقايا وخرب، ذو بوابة حديدية متصدئة، من مخلفات شركة ” الطاك”،فضاء، تعلوه روائح الزيوت والمازوت، متآكل بلا بصمة جمالية، بمكاتب لا تليق بموظف الأمن، خصوصا وأن المصلحة تدبر من لدن ضباط أمن ساميين…
نتفهم أن عملية استقبال سيارات الأجرة تتطلب فضاء واسعا، وأن طبيعة العمل من معاينة تخلف هذه روائح زيوت المحركات و تسرب الوقود المهددة لصحة رجال الأمن الذين يشتغلون في فضاء غير إنساني ولا يشرف إدارة الأمن الوطني، ولا عهد حموشي الزاخر بالمنجزات والتحولات الكبرى.
ما الحل؟
فضاء للمراقبة يخضع لمعايير السلامة والصحة… وعزل مكاتب رجال الأمن عن فضاء المراقبة الخانق، وجعلها مكاتب تليق بهم وتحفظ كرامتهم صحتهم….
كالعادة…. نثق في القيادة الأمنية، لأننا معا نخدم الوطن ذاته، ولو من مواقع مختلفة…