أخبار إقليمية

قرية با محمد/ تاونات: إضراب عن الطعام في غياب الحوار . 11 يوم من الجوع والاحتجاج…

 

عبد النبي الشراط 

يخوض ثلاثة شبان في مقتبل أعمارهم إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ أحد عشر يوما (لحدود كتابة هذه السطور) إذ شرعوا في تنفيذ خطوة الإضراب ابتداء من يوم 25 يوليوز المنصرم.

وبدأ الشبان الثلاثة هذه الخطوة القاتلة بعد أن نظموا العديد من الاحتجاجات التي بدأوها عبر مسيرات ومبيت إنذاري، سبق للسلطات المحلية أن طاردتهم ومنعتهم من المبيت بجوار المؤسسات الإدارية بقرية با محمد.

خاضوا كذلك معارك متعددة من أجل الوصول إلى حل مع السلطات أو الجهات المنتخبة لحل مشكلهم المتمثل في الحصول على شغل يمكنهم من الاستمرار في الحياة، خاصة وأنهم من ذوي الشهادات الجامعية.

لقد استنفذ الشبان الثلاثة كل الخطوات الممكنة، وهم على التوالي:

(عثمان الشواطي، بثينة شركي كنوني، ومحمود البوطريكي) لقد استنفذوا كل سبل ووسائل الحوار مع المسؤولين والمنتخبين بجماعة قرية با محمد، لكن بلا جدوى.

ومنذ أحد عشر يوما شرعوا في تنفيذ خطوة الإضراب المفتوح عن الطعام بشكل كلي، لكنهم وبعد تدخل أصدقائهم وبعض الجهات التي ناشدتهم بالاقتصار على الامتناع عن الطعام مع تناول السكر والماء، وقد استجاب المضربون لهذا المطلب الشعبي، وبالرغم من بدء تناولهم الماء والسكر فقط تعرض اثنان منهم لإغماءات وتم نقلهما لمستشفى المدينة الذي لا يتوفر على أي مستلزمات صحية على الإطلاق.

أمام هذا الوضع غير الإنساني الذي يعيشه الشبان الثلاثة، الذين يعرضون حياتهم للخطر، لم يتحرك أي مسؤول بالمدينة أو على صعيد الإقليم، على الأقل لفتح حوار معهم والبحث عن حل يضمن لهم الحياة، بالرغم مما يقال هنا وهناك عن أن المسؤول الأول بالإقليم رحيم بمواطني المنطقة، ويقدمه الإعلام المحلي والفيسبوكي أنه رجل لا يرضى بالظلم، ويبحث دائما عن حل لمشاكل المواطنين، تبين أنه لا علاقة له بالإنسانية، وأنه فقط يقضي عطلته هناك ليعود إلى مسقط رأسه سالما غانما.

وفي إطار تحرياتنا لملابسات الموضوع من كافة جوانبه، أكد لنا مصدر مقرب من المضربين أنه حتى البرلمانيين وكافة المنتخبين بالمنطقة لم يكلف أحدهم عناء القيام بزيارة معنوية للمضربين ومحاولة إقناعهم بإيقاف الإضراب.

أما رئيس المجلس الإقليمي وهو المسؤول الثاني في الإقليم والذي طالما طبل له المطبلون وزمر له المزمرون فلم يكلف نفسه بدوره عناء التنقل لقرية با محمد، على الأقل لطمأنة المضربين ومحاولة البحث عن مناصب شغل لهم، بالرغم من أن (مشيخته) في المجلس الإقليمي توظف أشباحا، وتغدق أموالا على جمعيات وهمية ثبت بالدليل القاطع أن مسيروها مجرد آكلي المال العام بدون وجه حق.

إنني بهذه المناسبة، أناشد الشبان الثلاثة، باسم الحب والإنسانية والأخوة أن يقرروا التوقف عن هذه المعركة، والبحث عن طرق أخرى لتحقيق مطالبهم، لأن حياتهم وشبابهم أغلى من أن يفنوها بهذه الطريقة، خاصة ونحن في بلد لا يعير فيه المسؤولون أدنى اهتمام للشباب والعاطلين عن العمل، بخلاف ما يسوقه الإعلام الحكومي والمأجور حول هذا الموضوع.

إن حياتكم أهم عندنا من أن تفنى بهذه الطريقة، بالرغم من أن القرار الذي اتخذتموه يعتبر حقا ومشروعا لكم، لكننا لا نريد لحياتكم سوءا.

يكفي أنكم فضحتم كل أولئك الذين يتشدقون بالدفاع عن حياة الناس، ويتقدمون للانتخابات بناء على وعود كاذبة، أثبتت الأيام أنهم كاذبون ويستحقون الشفقة.

يكفي أنكم أظهرتم هؤلاء على حقيقتهم، وكشفتم خداعهم وخداع جميع المسؤولين بإقليم تاونات.

إنني أبدي تضامني معكم في مطلبكم المشروع والعادل، وهو بسيط جدا يتجلى في إيجاد شغل يضمن لكم متابعة الحياة كسائر عباد الله.

هذه مناشدتي ل: (عثمان وبثينة ومحمود).

إن حياتكم أهم من كل الأكاذيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock