التشهير..سلاح لتصفية الحسابات.
في جميع الأحوال المس بالشرف وبسمعة الأشخاص يعتبر جريمة تتطلب العقاب والردع الزجري بكل الوسائل المتاحة
رضوان البقالي.
لا يخفى على أحد أن التشهير سلوك مخالف للأعراف المجتمعية و لكل القيم الدينية والانسانية ؛ كما يتنافى مع السير العادي لتطور المجتمع قانونيا وأخلاقيا ؛وارتبط تحوله من نقل للكلام بين الأشخاص إلى سلاح لتصفية الحسابات عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي؛ بعدما كان سلاحا للنقد ولمواجهة الخصوم؛ حيث أصبح يتخذ طرق مختلفة لعل أهمها نشر الصور الشخصية والتسجيلات الصوتية ومقاطع الفيديو؛والتي قد تكون حقيقية أو مزيفة.
إن المساس بالحرية الشخصية وبالسمعة العائلية والمهنية للشخص قصد ترويضه واخضاعه للإبتزاز والنصب الالكتروني يعد جريمة مكتملة الأركان؛ وللتشهير انعكاسات وخيمة يمكن حصرها في فقدان وظيفة معينة أو تفكك أسرة الشخص المشهر به أو حدوث اضطراب في شخصيته ، وقد يصل الأمر أحيانا إلى إنتحار الضحية كردة فعل ميكانيكية لما تعرضت له من إساءة في غياب شبه تام للحماية القانونية وللمواكبة الإجتماعية.
في جميع الأحوال المس بالشرف وبسمعة الأشخاص يعتبر جريمة تتطلب العقاب والردع الزجري بكل الوسائل المتاحة وذلك بإعمال تعديلات قانونية دقيقة تراعي خصوصيات الأفراد وتواكب تطور علم البرمجيات مع مشاركة المجتمع المدني في التحسيس الإعلامي بالمخاطر الأخلاقية لهذه الظاهرة وتبعاتها القانونية ؛لذا يتوجب فتح الطريق أمام المختصين للوصول الى المتهمين في قضايا التشهير قصد تقديمهم للعدالة؛ وفي نفس الوقت نخشى أن تتحول هذه التعديلات إلى أداة للهيمنة الشاملة ووسيلة لتكميم الأفواه.