مقالات الرأي

بركات آسيدي عبد الرحمان…

أحداث تقع في المغرب تسقط الأوهام تلو الأخرى...

 

كرونو نيوز.خالد أخازي 

فعرافات جزيرة سيدي عبد الرحمان بالدار البيضاء لم يأتهم بأخبار الهدم لا الجن ولا الإنس، ويبدو أن الإنس الذين كانوا يغضون الطرف عن ليالي كهانات سيدي عبد الرحمان تجاوزهم الأمر،والأمر جاء من سلطة قوية… لا ينفع معها تمرير معلومة ولا اتصال هاتفي، مقابل أتاوة أو قراءة طالع بلا طالع …فما أكثر العمليات التطهيرية التي تجهض باتصال هاتفي، من المستفيدين من الفساد والريع والجريمة وتجارة الحشيش والدعارة…

مئات الجن والشياطين ممن يأتون بالغيب ويربطون ويصفدون ويفتحون الأبواب ويغلقون، عجزوا عن التنبؤ بزمن الهدم ، بل عجزوا عن شل الآليات التي لا يشلها غير عطب أو نفاذ المازوت….

وهذا يذكرننا بصاحب مؤسسة المخابرات الجواربية، الذي صال وجال وهو يزعم قدرته على معرفة لون جوارب المغاربة…

كأن لون الجوارب سر…

والحقيقة أنه كان عليه أن يعرف نوعية جوارب بعض كبار القوم، التي هي من قطن خالص أو حرير قح، لا تنتج عنها حساسية… وذات طرزات متميزة وعلامات حصرية كعطورهم وسياراتهم وبدلاتهم وأربطة أعناقهم ضيعاتهم وخيولهم وفيلاتهم وشققهم وخليلاتهم…

ممن يخافون من قانون الإثراء غير المشروع….

أما لون جوارب المغاربة فهي باهتة، بلا لون محدد، ومثقوبة… بل تظهر منها الأصابع… لهذا الأكثر منهم يفضل عدم نزع الحذاء في الولائم… 

جوارب المغاربة عطنة، لأنها رخيصة وتسبب الحساسية كأحذيتهم المزورة التي حين تتعرق الأقدام تزكم النفوس…

هذا الرجل الآتي من اليسار، سيدي وهبي لم يترك من اليسار غير اليسر والتناقض غير الثانوي … واختار الطريق السيار نحو منصة خصمه الطبقي، بلا تناقض رئيسي… فالتحق فالكبار وتجاوزهم.. فليس كل البورجوازيين يدرسون أبنائهم في كندا ويحصلون على شهادتين…

المهم وهبي صديقنا الذي خرج من خيمة اليسار، نحو خيمة الكبار لم يكفه أن يرأس مخابرات الجوارب التي فشل فيها وهو لا يعلم ما يقع في بيته السياسي الداخلي، بل تمادى بالتهديد بمتابعة كل من يأتي على ذكر الحزب…

يا وهبي… وسع خاطرك….

المتابعون … هم نخبة من البام.. ولا يمكن أن تفك هذا الارتباط إعلاميا ولدى الرأي العام بالتهديد، فالحقيقة أن الأمر يشكل فضيحة سياسية… وكان عليك أن تتحمل المسؤولية وتستقيل… بدل الاستمرار في خطاب التهديد منذ محاولتك التضييق على المجتمع المدني في وظيفته فضح الفساد ثم سقوطك المدوي مؤخرا في محاولة لتكميم الأقلام الحرة…

فلا كهانات سيدي عبد الرحمان تكهنوا بزلزال الجرافات، لأن الجني مجرد مخبر يبيع المعلومة مقابل منافع… والشياطين أبرياء….

ولا بركات وكرامات شوفات سيدي عبد الرحمان شل أياد هدت جدران الفوضى والعبث…

ولا العيون الجواربية لوهبي عرفت ما يفعله رجال من حزبه من عيار ثقيل، هل غرر به من ظن أنهم بعيدون عن كل مساءلة…؟

هامش لابد منه…

علينا أن نزداد فخرا في مؤسستنا الأمنية…هي وحدها التي لا يهمها لون جوارب الناس، بل يهمها تحقيق مجتمع المساواة والعدالة والكرامة، ولو كانوا بلا جوارب ولا أحذية حفاة…

مرة أخرى… نرفع القبعة لحموشي ورجاله ونسائه، ليس فقط لأنهم قاموا بالواجب دون تحيز وبشجاعةووطنية، بل لأنهم كانوا مهنيين وذوي خبرة عالية في ملفات معقدة يلتقي فيها الفساد المالي والإداري والسياسي…

هم قلعة المغاربة الصامدة في وجه الفساد والإرهاب، ولابد من دعمهم وزيادة أجورهم ودعم مؤسستهم ماديا ولوجستيكيا ورفع ميزانية الأمن الوطني بما ينجسم والتحديات الجديدة لوطن يتسع تتعدد مظاهر الجريمة فيه… فهم لا نقابة لهم… لكن لهم الشعب… ومدير أعطى الدليل أنه يفهم وضعهم وحاجاتهم…

عذرا وهبي… معرفة لون الجوارب لا تجهض مخططا إرهابيا ولا تكشف الفساد…

لأن الجوارب خداعة، كيساري قديم يجيد اللجاج ولا يجيد ركوب الأمواج…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock