أمنمقالات الرأي

الأمن لا ثمن له…

خالد أخازي

لا أحد يمكن أن ينكر الدور الكبير الذي تنهض به مؤسسة الأمن الوطني في تحفيز أطرها وترقيتهم وإصلاح أوضاعهم المادية والمعنوية…

ما قام به حموشي وما يقوم به من مبادرات وفق المتاح له ماديا وماليا من لدن الحكومة للعناية بالأوضاع المادية والنفسية والاجتماعية لرجال ونساء الأمن هو محط إعجاب وباعث كبير للأمل والارتياح في صفوف موظفي وموظفات هذه الإدارة الأمنية الوطنية…

لا أحد يجادل في القيمة المضافة الكبرى على مستوى تخليق المرفق العمومي الأمني والرقي بالعلاقات مع المجتمع وتعميق ثقافة حقوق الإنسان وربط المسؤولية بالحساب والترقية بالأداء والتوظيف بالاستحقاق في عهد حموشي…

من يقول حموشي يربطه حتما بزمن أمني متميز… جودة وخلقا وإنسانيا وعصرنة…
لن نتحدث طويلا عما حققه في مواجهة الإرهاب…
فالخارج يشهد قبل الداخل…

لكن… حموشي وحده لا يمكن أن يحقق برنامجه الكبير الطموح في تجويد منظومة الأمن وتحديث آليات العصرنة…وفق استراتجيته البعيدة المدى..

نعم الرجل قام بأشياء كثيرة… ومازال يبدع للرقي بالقطاع ورجاله ونسائه…
ومرحلته تشكل فارقا كبير بين زمن أمني مختل وزمن أمني متوازن متصالح مع الشعب وفي خدمة الشعب…

زمن أمني ساوى بين أبناء الشعب في التوظيف والترقي…
وجعل المرفق الأمني في خدمة المواطنات والمواطنين..
وقطع مع أسلوب القهر والفساد بربط المسؤولية بالحساب… بل الصرامة في اتخاذ قرارات التخليق..

لكن… ألم يحن الوقت لمراجعة منظومة التوظيف بأسلاك الأمن الوطني….
فلا يعقل أن يوظف مفتش شرطة بالسلم السادس…
ولا يعقل أن يوظف ضابط شرطة بالسلم الثامن…
وقس على ذلك رجال ونساء الأمن بالزي..
وكلها سلاليم بدأت تنقرض من الوظيفة العمومية…

حان الوقت لتغيير سلم التوظيف بالأمن الوطني… ومراجعة شبكة الرتب زمنية وقيمة…
وحان الوقت للحكومة أن ترفع الاعتمادات المادية لهذه المؤسسة، وترفع من الأجور والتعويضات…

فكل القطاعات استفادت عبر الضغط بواسطة نقاباتها…والاضرابات، وسياسة لي الذراع وكسر العظام..
ومن ليس نقابة له… ليس له غير انتظار عطف أخنوش…أو أقلام حرة… توجه نظر المسؤولين إلى قضايا فئة من الموظفين والموظفات قد تخرجهم الحكومة من حساباتها فقط لأنهم غير مزعجين ولا يحتلون الشارع للمطالبة بتحسين أحوالهم….

إدارة الأمن الوطني على رأسها قيادي من طينة حموشي يحمل مشروعا تحديثيا كبيرا، تم تنزيله على شكل أوراش لمسنا آثارها الإيجابية على مستوى البنيوي وعلى مستوى رقي الموارد البشرية وعلى مستوى تخليق منظومة العلاقات…من تخليق آليات التوظيف إلى تفعيل مبدأ الجودة والمحاسبة والمسؤولية في التعيينات والترقي…حان الوقت لدعم هذا القيادي الأمني بدعم المؤسسة ماديا وتطوير النظام الأساسي لرجال الأمن وإعادة النظر في سلالم التوظيف التي لم تعد تساير المرحلة…

يجب القطع مع السلالم الدنيا… البدء بالتوظيف على الأقل بالسلم الثامن…
رفع أجور هؤلاء الذين يؤدون وظيفة من أصعب الوظائف في زمن صعب…
لا يهم كم يكلفنا الأمر…

فتكلفة الأمن مهما ارتفعت ستغطيها بالمقابل مؤشرات التنمية وانعكاسات الاستقرار على القضاء والسجون والصحة والتعليم…

فحموشي رجل المرحلة بامتياز…طور وخلق القطاع وانتج منظومة ترقية محفزة وحارب الفساد بكل جرأة ومهنية…
لكن دعم مؤسسة الأمن الوطني ماديا وماليا رهين برفع إمكانات تمكنه من التنزيل السريع لمشروعه الوطني الراقي… الحداثي…
حان الوقت لإنصاف رجال ونساء الأمن…
فالأمن لا ثمن له…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock