مشروع إعادة هيكلة حي القرية القديمة بقرية با محمد هل يرى النور بعد انتظار طويل؟

غنمات يونس.
في إطار الدينامية العمرانية التي يشهدها إقليم تاونات، انعقد يوم 10 يونيو 2025 بمقر عمالة إقليم تاونات اجتماع تقني هام، تبعا لبرقية السيد عامل إقليم تاونات، خُصص لدراسة إعادة هيكلة حي القرية القديمة بمركز جماعة قرية با محمد، أحد أقدم وأهم الأحياء بالمنطقة.

وترأس هذا الاجتماع السيد بوبكر قلوح، الكاتب العام لعمالة تاونات، بحضور مجموعة من ممثلي المصالح الخارجية والقطاعات المعنية بالتعمير، إلى جانب ممثلي الجماعة الترابية لقرية با محمد.
وقد خصصت أشغال اللجنة التقنية لدراسة الوضعية الراهنة لحي القرية القديمة، الذي يُعتبر من الأحياء العشوائية بالمدينة، ويتميز ببناياته الطينية وضعف بنيته التحتية وافتقاره لشروط العيش الكريم، مما جعل مسألة إعادة هيكلته مطلبا ملحا منذ سنوات طويلة.
وخلص الاجتماع إلى إدماج الرسم العقاري F/18426، الذي يضم الحي المذكور، ضمن المناطق المبرمجة لإعادة الهيكلة في تصميم التهيئة الجديد الذي يوجد حاليا في طور الدراسة. كما تقرر مباشرة مسطرة نزع الملكية للمنفعة العامة من طرف مصالح الجماعة، تمهيدا للشروع في عمليات إعادة الإيواء وبناء وحدات سكنية تضمن كرامة الساكنة.
وقد صادق أعضاء جماعة قرية با محمد خلال دورة أكتوبر على هذه النقطة الهامة، التي ستشكل بحسب المتتبعين نقطة تحول تاريخية في مسار التنمية الحضرية للمنطقة.
وفي تصريح صحفي، أكد السيد بوشتى لحميدي، نائب رئيس الجماعة والمكلف بملف التعمير، أن “هذه الخطوة كانت من أولويات المطالب منذ سنوات، وتأخر إخراجها إلى الوجود لاعتبارات تقنية وإدارية، لكن بفضل التتبع الميداني للسيد عامل إقليم تاونات، تمت إعادة تحريك هذا الملف الحيوي الذي سيضع حدا لمعاناة ساكنة الحي ويضمن لهم سكنا لائقا يستجيب للمعايير المعمارية والبيئية الحديثة.”
وأضاف لحميدي أن “الفضل الكبير يعود للسيد العامل، الذي يعمل على تقليص الفوارق المجالية داخل الإقليم، في إطار رؤية تنموية شاملة تسعى إلى جعل جميع جماعات تاونات تسير بنفس السرعة التنموية، دون تمييز بين مركز وآخر.”
يُذكر أن حي القرية القديمة يُعد من أقدم النواة العمرانية في قرية با محمد، ويضم عشرات الأسر التي عانت لسنوات من هشاشة السكن وغياب التجهيزات الأساسية، مما جعل إعادة هيكلته مطلبا اجتماعيا وإنسانيا قبل أن يكون مشروعا عمرانيا.
ويُرتقب أن يُحدث هذا المشروع نقلة نوعية في حياة سكان الحي ، إذ سيمكن من تحسين ظروف العيش، وتثمين المجال الحضري، والحفاظ على كرامة المواطنين من خلال تمكينهم من مساكن لائقة في إطار مقاربة تنموية شاملة تدمج البعد الاجتماعي في التخطيط العمراني.
بهذا القرار، تكون قرية با محمد قد خطت خطوة مهمة نحو تحديث نسيجها الحضري، في انتظار تنزيل المشاريع المهيكلة التي تروم تحسين جاذبية المركز ورفع جودة الحياة به.