مقالات الرأي

برج شباط.. أين هو؟ (الجزء الثالث)

الكاتب الصحفي عبد النبي الشراط.

من المركز الاجتماعي عبد الحفيظ القادري.. إلى جمعية معاذ بن جبل!


تحدثنا في الجزأين الأول والثاني عن الأسباب التي أدت بنا إلى اكتشاف هذا البرج (العجب) ووقفنا عند جمعية معاذ بن جبل لحفظ القرٱن.. وكيف استقبلنا هناك بترحاب من طرف أحد اعضاء مكتب هذه الجمعية، حتى انه لم يمانع في أخذ صور لكل أجزاء اليناية وصور تذكارية معه شخصيا، وبطبيعة الحال كان يعرف هويتنا المهنية…


كان رفيقي الأستاذ عزيز سويطط قد لمح لي في بداية الأمر إلى ان هناك شباب داخل البناية. قال لي ذلك حينما كنا خارج البناية نلتقط لها صورا من الخارج قبل أن نلتقي بالشاب الذي كان وراء دخولنا لها…


لكنني شككت في الأمر وأكدت له أن لا يوجد أحد بالداخل.. كان تخميني خطأ طبعا، وكان عزبز على صواب.. فخلال حديثنا مع (الأخ) عضو الجمعية لم يخفي عنا شيئا إذ أبلغنا أن هناك طلبة يدرسون القرٱن الكريم من مختلف أنحاء العالم…

حتى من روسيا.

وقد قادني الفضول المهني أن طلبت من الشيخ الشاب أن ألتقي مع الطلبة فلم يمانع.. كان هؤلاء الطلبة أو بلهحتنا المغربية (المحاضرية) يقومون بعملية غسل الصحون استعدادا لتناول وجبة العشاء على ما يبدو،، وقد سألت أحد الطلبة من أي بلد أنت ؟ ذهلت حينما أجابني: أنا من روسيا!

كم عمرك؟
= إثنى عشر سنة

أين عائلتك؟
= في روسيا طبعا..

وكيف وصلت إلى هنا؟
= أتى بي والدي إلى هنا أنا وشقيقي تركنا هنا وغادر للبلد

أنتم مرتاحون هنا؟
= نعم .. فنحن نحفظ كتاب الله المجيد.


كانت هذه دردشتي مع الصبي الروسي الذي يوجد بمقر جمعية معاذ بن جبل رفقة عشرات التلاميذ الٱخرين من مختلف الجنسيات بالإضافة للمغاربة طبعا..


الطلبة هنا يأكلون ويشربون ويلبسون وينامون على حساب الجمعية التي توفر لهم كل ضروريات الحياة.. على ما يبدو.
لم أشأ أن أتابع الحديث مع الطلبة الٱخرين واكتفيت بالطالب الروسي..

ثم انتقلنا إلى مكان ٱخر..


طلبت من الأخ الشيخ الشاب أن يعطينا فكرة عن الجمعية وكيف حصلوا على هذا المقر الذي بناه ( حميد شباط) على مساحة تبلغ أربع هكتارات ونصف.. وأطلق عليه (المركز الاجتماعي عبد الحفيظ القادري) .. فأجاب:
نحن جمعية مقرها الرئيسي بمدينة مكناس، وهذا مجرد فرع تابع للجمعية الأم، ونتلقى دعما سخيا من المحسنين الذين لا يبخلون علينا..


وكما ترى (يضيف محدثي) فقد تبرع أحد المحسنين بعجل – كنا لاحظتا في الجزء السفلي من (البرج) ذبيحة وقد سلخت للتو-

هل تفكرون في تأسيس مدرسة فقهية كبيرة هنا؟
= نعم، نحن بالفعل حصلنا على ترخيص من وزارة التعليم يخص مدرسة للتعليم العتيق تضم مستويات: (التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي إلى حدود البكالوريا).. ونحن الٱن بصدد إجراء إصلاحات على البناية التي أصيبت بعض أجزائها جراء الإهمال خلال فترة طويلة.

كيف حصلتم على هذه البناية الضخمة ؟
= الحقيقة نحن اشتريناها عن طريق المحكمة..

كيف؟
= كما قلت لك سابقا هذه البناية كان أنجزها السيد حميد شباط حينما كان أمينا عاما لحزب الاستقلال والكاتب العام لتقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وحسب معلوماتي (يضيف..) فإن هذا المقر كان يتبع لنقابة حزب الاستقلال، ولكن حينما غادر شباط المغرب خلال منفاه الاختياري (والتعبير لمحدثي طبعا) تراكمت الديون والضرائب فقررت المحكمة بيعها عن طريق المزاد العلني.. ومن حسن حظنا أنها كانت من نصيب الجمعية بعد أن تعثر بيعها بالمزاد
6 مرات..

بكم اشتريتموها؟
= مليار ونصف سنتيم ..
نتوقف هنا وإلى الجزء القادم من قصة برج حميد شباط!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock