هل يفقد حزب الاستقلال مدينة الاستقلاليين؟
حميد شباط خلخل الوضع بالمدينة العالمة..
كتب/ عبد النبي الشراط
خلال انتخابات سنة 1997 كنت أول من اقترح على حميد شباط أن يترشح للبرلمان، فرد علي بهذا السؤال.. هل تستهزئ بي ؟ أجبته بالنفي طبعا، فكان جوابه أنه يستحيل أن يحصل على تزكية من حزبه فاقترحت عليه أن يقوم بمحاولات والباقي على الله..
حاول شباط.. لكنه وجد صعوبة في الأمر، فاقترح علي أن نؤسس حزبا جديدا، خاصة وهو يعرف موقفي السلبي من حزب الاستقلال وفكره وأيديولوجيته.
رفضت الفكرة من أساسها وطلبت منه المزيد من الصبر والمحاولة من جديد، وما زلت أتذكر أنني قلت له بالحرف: ( مستقبلك في حزب الاستقلال فقط وإذا فكرت في مغادرته فلن تنجح..) لم يستوعب صديقي شباط كلامي لكن يبدو أنه تلمس في كلامي شيئا من الصدق، واستطاع أن يتقرب من أمين عام الحزب عباس الفاسي وأغدق عليه في الإكراميات وأكثر في استدعائه لمدينة فاس بمناسبة وبدونها، وكان يحجز له جناح كامل بفندق خمس نجوم..
واستطاع حميد أن يحصل على تزكية حزبه للانتخابات البرلمانية سنة 1997, (هذه التفاصيل تطرقت لها بدقة في الجزء الثاني من كنابي – أوراق من ذاكرة متمردة – ).
في سنة 2021 سعى شباط إلى نسخ تجربة 1997، لكن عبر نجل عباس الفاسي السيد عبد المجيد الفاسي الذي أتى به شباط لمدينة فاس مؤخرا ليضغط بوجوده على التنظيمات والفروع الحزبية بفاس، وحيت أن عبد المجيد عضوا في مجلس النواب الحالي عن طريق لائحة الشباب.. وبما أن الأمر لن يتكرر فيدت المصالح متقاربة مع شباط الذي يسعى بكل الوسائل للعودة لعمودية مدينة فاس، بينما ضغط باتجاه ترشيح عبد المجيد الفاسي بالمنطقة الشمالية لفاس في الانتخابات البرلمانية القادمة بشكل مباشر .
ومنذ عودته من ألمانيا سعى شباط إلى عقد لقاءات مكثفة مع من تبقى معه من الاستقلاليين كما عمد إلى شق نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب (الذراع النقابي للحرب) واستطاع تأسيس لجان مستقلة هنا وهناك، كما سعى إلى وضع لائحة مستقلة تخص الموظفين في اللجان متساوية الأعضاء إلخ..
لكن التاريخ لا يكرر نفسه دائما، والزمان لا يعود للوراء بأي شكل من الأشكال.
موضوع فرض نجل عباس الفاسي على الاستقلاليين بمدينة فاس فكرة غير مدروسة ومتسرعة جدا، لأنه لا يمكن إقناع سكان مدينة فاس بالتصويت على شخص مستورد من مدينة الرباط.
وإن إعادة تزكية حزب الاستقلال للسيد شباط مرة أخرى لرئاسة المدينة بدا أمر غير مقبول، ولذلك جاء قرار الحزب عبر لجنته التتفيذية صادما حينما قضى بحل جميع فروع وتنظيمات الحزب الموازية ومنح الإشراف للجنة تابعة لقيادة الحزب بتدبير شؤون الحزب وتنظيماته بما فيها تدبير الشأن الانتخابي بالمدينة..
وبناء على هذه التطورات فإن حزب الاستقلال يريد القول أنه لن يزكي شباط للانتخابات باسمه، وأن هذا الأخير من رجة في صفوف الحزب بالمدينة لن تقدم ولن تؤخر، بالتالي يريد الحزب أن يبلغ رسالة لمناضليه فحواها إما أن تختاروا الانضباط لمؤسسات الحزب وقراراته أو تختاروا حميد شباط..
وهي رسالة تفيد بأن حزب الاستقلال لم يعد يرغب بوجود شباط داخل صفوفه بشروطه هو.. وأن شباط بدوره إما أن يمتثل لقرارات القيادة أو أرض الله واسعة.
حقيقة تبدو الأمور صعبة جدا على السيد شباط خاصة بعدما أعلن الحزب عن حل كافة تنظيماته بالمدينة. وهذه أول مرة يقدم حزب عريق وكبير وقديم جدا على مثل هذا القرار.
وللكلام بقية..