أسوأ من الفقر، الأبواب التي تغلق في وجوه الفقراء.
د. عادل بن الحبيب/كرونو نيوز
أدت جائحة كورونا إلى خسائر مدمرة في الوظائف والدخل في المغرب، مما أثر على مئات الآلاف وهددهم بالجوع وفقدان المدخرات والوظائف. الجائحة وما رافقها من إجراءات وقائية صارمة وشديدة، لمدة طويلة أدت إلى انتكاسة اقتصادية و إلى تغيير جزئي لمشهد الفقر في المغرب و ظهور مئات الآلاف من «الفقراء الجدد» الذين فقدوا مصدر دخلهم كليا او جزئيا و أصبحوا لا يجدون ما يكفي لسد حاجياتهم الاساسية، كالأكل و المبيت و التطبيب و الدراسة ، بعد أن كان لهم دخل محترم وقار.
أصبحوا بين عشية و ضحاها في حالة فقر ، دائمة أو مؤقتة ، في حالة ضعف وتبعية ، تتميز بالحرمان من الموارد والحرمان من المال والحرمان من أساسيات الحياة ، حالة مهينة للكرامة لم يعتادوا عليها .
ليست المشكلة في الفقر ، بل المشكلة فيما ينتج عنه من تغير في حياة شخص لم يعتد عليه، ولم يعتد طلب العون او المساعدة .
أسوأ من الفقر، الأبواب التي تغلق في وجوه الفقراء. أسوأ من الفقر، انعدام ثقة الفقير بالمجتمع. أسوأ من الفقر، طعم المرارة الذي يظل عالقا في فم الفقير بسبب قلة الحيلة و الاهانة و الحاجة. أسوأ من الفقر، الاحساس بالعجز الذي يلازم الفقير. أسوأ من الفقر، فقدان الرغبة في الحياة . أسوأ من الفقر، انحياز الأغنياء لبعضهم و تهميش الفقراء. أسوأ من الفقر، ما يترتب عليه من تآكل قيم التضامن و التازر و التعاون.
لذلك، لا نستغرب المقولة المنسوبة للإمام علي -كرم الله وجهه-: “لو كان الفقر رجلا.. لقتلته.”
لهذا مطلوب من المغاربة في هذا الشهر الفضيل ، و ما ذلك عليهم بغريب ،فهم أهل الكرم و أهل التضامن و أهل التعاون و أهل الخير و البر و الصدقة و خاصة مع إعلان الحظر الليلي في رمضان، التضامن والتكافل والتعاون مع الفقراء. علينا ان نلتفت للمحتاجين والمعوزين والضعفاء والمرضى والذين فقدوا مناصب عملهم، فمن واجبنا مساعدتهم كل حسب استطاعته. وعلى الجمعيات الخيرية ان تثبت وجودها لتقديم المساعدة. كما على شباب مواقع التواصل الاجتماعي البحث عن الحالات الاجتماعية الصعبة واستعمال وسائل التواصل في الخير ، وعلى الأغنياء وعددهم كثير عندنا أن يفتحوا خزائنهم لاعطاء حق الفقراء للتخفيف عليهم وطأة الفقر و الحاجة.
الحكومة ايضا يجب عليها تقديم الدعم للقطاعات المتضررة بناء على المعطيات التي توفرها وزارة المالية لكونها تتوفر على الإحصائيات المتعلقة بمختلف الإشكالات بكل قطاع اقتصادي، و خاصة قطاع السياحة وقطاع متعهدي الحفلات والملتقيات وقطاع الترفيه والألعاب، بالإضافة إلى أرباب المطاعم و المقاهي والصناعات الثقافية والإبداعية، والقاعات الرياضية الخاصة و غيرها من القطاعات المتضررة الاخرى.