فضيحة الطريق رقم 5407 بين تاهلة وهرمومو
كرونو نيوز / حسن قرطيط
أبانت التساقطات الأخيرة عن عيوب غير مقبولة في إنجاز هذه الطريق قبل تسليمها. تفاعلت الساكنة مستنكرة عبر صفحات التواصل أو عبر الاحتجاج ، كما تفاعلت جمعيات وبعض ممثلي الساكنة مطالبة بالتقصي.
رغم غياب تفاصيل دفتر التحملات، فالمؤكد أن التقنية المعتمدة لانجاز المشروع هي تقنية البيكوش ( bi-couche ) . هذه التقنية تستعمل في تشييد الطرق ذات حركة المرور الخفيفة ( trafic routier faible ). مثل الطريق الرابطة بين الزراردة و واورخصن عبر بوعياش.
أما الطريق التي نحن بصددها فهي تربط مركزيين حضريين، تاهلة أكثر من 30 ألف نسمة وهرمومو أكثر من 22 ألف ، فضلا عن الساكنة المجاورة للطريق. ولكونها أيضا تربط بين إقليمي صفرو وتازة.
المفترض أن دراسة المشروع قامت بقياس حركة المرور، ما هي الأرقام التي قدمتها هذه الدراسة بخصوص المعدل اليومي لمرور السيارات، بمختلف حمولاتها، بهذه الطريق؟ وماهي الأرقام المتوقعة، وهذا هو الأهم ، بعد إنجازها؟
هل هذه الأرقام دون الحد الأقصى المسموح به بالطرق المنجزة بهذه التقنية أم تتجاوز هذا الحد؟
هناك معطى آخر محدد لجدوى هذه التقنية من عدمها هو تواجد مجموعة من مقالع الرمال بمحيط هذه الطريق، عندما يرتفع الطلب على الرمال ( انجاز مشروع كبير بالمنطقة مثلا) سيتم تخريب هذه الطريق بواسطة ناقلات الرمال في بضعة أسابيع.
في منتصف التسعينات تم إصلاح نفس الطريق بنفس التقنية، البيكوش، الفرق كان فقط في عرض الطريق، 6 أمتار بدل 8 أمتار الحالية.
هذه الطريق اختفت قبل استكمال 10 سنوات من إصلاحها. لعل تشييد الطريق السيار بين فاس وتازة عجل بتخريبها كليا بالمرور اليومي للشاحنات الثقيلة من وإلى مقالع الرمال.
التجربة والمؤشرات تفيد لا جدوى تقنية البيكوش في إنجاز الطريق بين تاهلة وهرمومو. إن اعتماد هذا المشروع على هذه التقنية هو بكل بساطة تبدير للمال العام.
وأن المسؤول الأول والأخير هو واضع المشروع، مندوبية وزارة التجهيز وشركائها في اتخاذ هذا القرار. إلا إذا أتبثت هذه المندوبية جدوى اعتماد تقنية البيكوش في هذا المشروع!
لماذا تقوم السلطات الوصية بإنجاز مشروع غير ذي جدوى؟ جزء من الجواب نجده في سياق نزول هذا المشروع، وهو سياق طبعته احتجاجات الزراردة ودواويرها لعدة شهور، مطالبة برفع التهميش والعزلة.
لجأت السلطات إلى تحريك مجموعة من المشاريع بشكل استعجالي بجماعة الزراردة. رأينا الآليات تشتغل بشكل غير مسبوق، تشق المسالك الى الدواوير، تعبد الطرق وتربط المنازل بشبكة الكهرباء ومشاريع أخرى عديدة. مشاريع كانت مركونة برفوف الانتظار والنسيان.
إنزال هذه المشاريع بهذا الشكل طبعه التسرع، واعتماد دراسات ومعطيات قديمة، قد تكون متجاوزة. لأن دافع هذه المشاريع أمني، إسكات الساكنة، أكثر من كونه قائما على دراسة فعلية للجدوى.
مطلب الساكنة في التقصي فيما جرى يجب أن يركز أولا على التقصي في جدوى التقنية المستعملة. والمطالبة بإصلاح فعلي للطريق باعتماد تقنية النيلو او الفينيسور Finisher إسوة بالطرق الرابطة بين المراكز الحضرية المماثلة لتاهلة و هرمومو بربوع الوطن.
تحية لساكنة المنطقة، الزراردة بشكل خاص، التي نددت بهذه الفضيحة بخروجها للاحتجاج، تحية أيضا للجمعيات ولممثلي الساكنة الذين طالبوا بالتقصي فيما جرى.