وزير التعليم.. لا يسمع، لا يرى، لا يتكلم…
عبد النبي الشراط
في خطوة غير محسوبة العواقب ولا تخدم المصلحة التعليمية والعلمية في شيء، قرر معالي وزير التربية الوطنية (وما يتبعها من صفات..) إلحاق المدرسة الوطنية لأساتذة التعليم التقني بالمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن، وذلك عبر مرسوم سيء يحمل رقم 2.20.210 ويقضي هذا المرسوم أولا بإلغاء مبارة ولوج السنة الأولى، بالإضافة إلى إلحاق جميع الطلبة القدامى بالمؤسسة الجديدة.
بمعنى أن جهود تحصيلهم الدراسي في المدرسة الأم ستذهب سدى، وسيبدأون من الصفر، وهو ما رفضه الطلبة الذين اعتبروا أن هذا المرسوم يمس حقا من حقوقهم، بالتالي، قرروا بداية التوقف عن الدراسة في المؤسستين بكل من مكناس والدار البيضاء، كما قاموا بعدد من الوقفات الاحتجاجية لكن بدون جدوى، وما زالوا لحد الآن مضربين عن الدراسة منذ شهر نوفمبر الماضي.
وبالرغم من مطالبتهم المستمرة أن تفتح الوزارة معهم حوار جدي يرمي لحل مشاكلهم، فإن الوزارة في شخص وزيرها الذي لا يسمع إحتجاحات الطلبة، ولا يرى اعتصاماتهم المستمرة، ولا يرغب حتى بالحديث معهم، هذه الوزارة إذن أغلقت كافة ابوابها عن الطلبة والطالبات وتركتهم لمصير مجهول، وذلك بالرغم من أن قضيتهم دخلت مؤسسة البرلمان عبر سؤال كتابي قدمه أحد النواب ، لكن يبدو أن الوزارة لا ترغب بحل مشاكل فئة عريضة من طلبة المدرسة المذكورة، الذين يطالبون بإلغاء هذا المرسوم المقلق، لكي يستأتفوا دراساتهم كالمعتاد.
ويرى الطلبة أن هذا المرسوم يضرب في مبدأين دستوريين:
الأول/ الاستحقاق
الثاني/ تكافؤ الفرص.
كما أن رفع عدد الطلبة الجدد وإلغاء مباراة ولوج السنة الأولى، لا يتماشى مطلقا مع القدرة الاستيعابية للمؤسسة.
الطلبة متشبتون بمطالبهم المشروعة، ونأمل من الجهات النافذة في الدولة التي تتخطى سلطاتها سلطة الوزير (الذي لا يسمع) أن تراجع هذا القرار المجحف بحق هؤلاء الشباب الذين نتطلع أن يصبحوا أطرا وقادة في المستقبل، وعليه، فلا يجب للعبث بمستقبلهم وتعريضهم للضياع.