لقاح كورونا.. بين خائف و متردد و مرحب .
عادل بن الحبيب.
أعلنت شركتا “فايزر” (الولايات المتحدة) و”بايونتيك” (ألمانيا) أن اللقاح ضد كوفيد-19 الذي تعملان على تطويره “فعال بنسبة 90%”، بعد التحليل الأولي لنتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية الجارية حاليا، وهي الأخيرة قبل تقديم طلب ترخيصه.
تطوير لقاح جديد هو مجرد نصف العمل الذى يسعى إليه العلماء، والأهم هو أن يكون اللقاح فعالا وآمنا، ومثلما يوجد أشخاص يعلقون آمالا كبيرة على اللقاح، حتما، سيكون هناك بعض الأشخاص الذين سيرفضون اللقاح، مثلما يرفض بعض الأشخاص حول العالم أيضا تصديق فوائد ارتداء كمامة أو الحفاظ على مسافة الأمان و التعقيم.
اللقاحات معجزة من صنع الإنسان لكن بعض الناس يرفضونها تماما ومناهضي التلقيح هم مجموعة متنامية من المجتمعات الذين يعتقدون أن اللقاحات ليست طبيعية، وبدلا من ذلك، تم تصميمها كطريقة لخداعهم و يؤمنون بنظرية المؤامرة.
هناك الكثير من الأفكار التي تدور في رؤوس المناهضين للقاح كورونا حول ما سيفعله لقاح كورونا بهم في حال لم يكن آمنا .و يواجه الكثيرون منهم فوبيا لقاح كورونا أو رهاب الخوف من أخذ اللقاح، ففي الولايات المتحدة وبريطانيا ، قالت أعداد كبيرة من الناس 30٪ على الأقل في استطلاعات الرأي الأخيرة إنهم سيترددون في تناول أو رفض لقاح يمكن أن يحميهم من فيروس كورونا ويبطئ انتشاره، ومن أهم أسباب ترددهم عامل الثقة في أمان اللقاح وسلامته ، وكذلك في دوافع وكفاءة من يقف وراءه.
بعض الناس لا يثقون في اللقاحات بشكل عام ولا يثقون اكثر في اللقاحات جديدة ، التي يرون أنها لم يتم اختبارها بشكل كاف. وفي سياق Covid-19، قد يكون عدم الثقة مشكلة خاصة ، مما قد يدفع العديد من الناس إلى القول “لن أكون فأر تجارب “، أو على الأقل يجب الانتظار لبعض الوقت قبل تلقي اللقاح لانهم لا يثقون بالمؤسسات والعلم، يعتقدون أن هناك تسرع كبير من طرف الخبراء ، وان هاجس الوقت و الربح المادي يطغى على التجارب .
التشكيك في اللقاحات هي مشكلة أزلية في أوروبا والولايات المتحدة، إلا أن هناك علامات على انتشار الشك في أماكن أخرى. ففي البرازيل تجري شركات بريطانية وصينية وأمريكية تجارب انتقدت من طرف المعارضين للقاح . وقال جونسون لشبكة “سي إن إن”، إنه في أفريقيا تنتشر معلومات مضللة حول استخدام البرنامج كغطاء لجعل معظم سكان المنطقة عقيمين. وأضاف: “الخوف من ذلك كبير جدا، خاصة في الدول النامية”’.لكن الآراء ليست هي نفسها في جميع أنحاء العالم، فقد وجد استطلاع أجرته مؤسسة ويلكم جلوبال مونيتور عام 2018 أن 95% من سكان جنوب آسيا يعتقدون أن اللقاحات آمنة وهو أعلى رقم من أي مكان في العالم.
ووجدت العديد من استطلاعات الرأي بأن سرعة تطوير اللقاح كانت أكبر مصدر قلق للناس، حيث إن تطوير معظم اللقاحات استغرق من 10 إلى 15 عاما.
من المعروف والثابت والمؤكد، أن اللقاحات الطبية تعتبر أكثر الوسائل فعالية في الوقاية من الأمراض المعدية، حيث يقدر أن اللقاحات تنقذ حياة 6 ملايين شخص سنويا، كما أن عددا لا يحصى من الدراسات أثبت أمنها وسلامتها.
ولهذا يؤمن العلماء والخبراء أن انتشار استخدام تطعيم ضد فيروس الكورونا، يعتبر هو السبيل الوحيد لدحر الوباء الحالي، وهو ما أكدته مؤخرا دراسة نشرت في واحدة من أعرق الدوريات الطبية (The Lancet).
وقال الدكتور أنتوني فاوشي، كبير علماء الأوبئة في الولايات المتحدة، إن إعطاء لقاح فيروس كورونا للعديد من الأشخاص يمكن أن ينهي الوباء، ووجدت دراسة في مجلة لانسيت الطبية أن هذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء عمليات الحظر والإغلاق بشكل كامل.والمشكلة في تزايد انتشار هذه المخاوف والشكوك والقلق بين العامة، أنها قد تشكل حجر عثرة وعقبة في طريق الجهود الرامية لتخليص الجنس البشري من هذا الفيروس اللعين، والقضاء عليه تماما. فالهدف الأسمى والنهائي لللقاحات، هو تحقيق ما يعرف بمناعة القطيع، أي أن تتمتع نسبة كافية من أفراد المجتمع بالمناعة، مما يكسر سلسلة انتشار الفيروس ويعيق انتقاله من شخص إلى آخر .