أخبار إقليمية

تاونات: مأساة “جماعة” واستبداد “فرد” جماعة الزريزر: من يوقف هذا الشخص عند حده؟

عبد النبي الشراط. 

في بعض المناطق والمجتمعات يوجد بعض الأشخاص يعتقدون أن الناس جميعا ولدوا لخدمتهم، ويؤمنون أنهم بمجرد معرفتهم التلاعب بالمفردات القانونية يستطيعون أن بجعلوا من الناس عبيدا لهم، خاصة وأن سنة الحياة اقتضت أن يكون هناك أشخاص آخرين مسالمين مقابل هؤلاء الأشخاص المستبدين.
وبينما يفضل بعض الناس العيش بسلام واطمئمان، يأتي أشخاص آخرون فينغصون عليهم حياتهم، معتقدين أنهم خٌلقوا ليخدمهم قوم آخرون.

إن بعض الناس الذين يشتركون مع آخرين في صفة (الآدمية) يتصورون أنهم أعلى منهم شأنا وأكثر منهم وجاهة، ولذلك يسعون إلى استغلال الطيبين من الناس واستعبادهم، وفي تاريخنا البشري أمثلة لا تعد ولا تحصى من هذه النماذج البشرية، لعل أعلاهم درجة، (النمرود، فرعون) وغيرهم الذين بالغوا في استعباد البشر حتى خُيل إليهم أنهم آلهة ويجب أن يُعبدون من دون الله.

ومن سيئات هذه المخلوقات أنهم يسعون بكل ما أوتوا من ذكاء وخبرة أن يجعلوا الآخرين تابعين لهم، وفوق كل ذلك يستطيع هؤلاء استغلال معرفتهم ببعض القوانين ليستعلوا على السلطة الحاكمة نفسها، ويراوغون القضاء وكل الجهات ذات الصلة بمظلومية الآخرين.
لكن في نهاية المطاف يٌهزم هؤلاء ويولون الأدبار مرغمين، ويصبحون مجرد نكرة وسط مجتمعاتهم. ولعل خير ما نستدل به في هذا القول، ما جرى لفرعون وجنده، وما حدث للنمرود، فهاذان الشخصان تعاليا على إرادة الله وادعيا أنهما آلهة، حتى أن أحدهم قرر الصعود للسماء للاطلاع على إله موسى، بينما الآخر أراد أن يصنع جهنم ليلقي فيها إبراهيم، لكن في نهاية المطاف، أحدهما أغرق في البحر، بينما الآخر قتلته ذبابة صغيرة جدا، وانتهى أمرهما للأبد، وعاشا بعدهما موسى وإبراهيم اللذان كانا مسنودان بالإرادة الإلهة.
في محتمعاتنا المعاصرة هنالك أشخاص يسعون لتقليد فرعون والنمرود، لكن بطرق مختلفة.

يسعى هؤلاء إلى ادعاءات ينشرونها بين الناس تفيد بأن لهم نفوذ داخل أوساط السلطة ولهم علاقات مع أهل الحكم، بالتالي فهم يستطيعون أن يمارسوا السطو على أراض الغير بالقوة، ويستعينون بشهود الزور لتبرير أعمالهم في المحاكم، ويحاولون عبثا ممارسة “البلطجة” باسم السلطة، وهذه منهم براء.
إنهم يكذبون على أنفسهم ويصدقون أكاذيبهم، ويفترون على عباد الله ثم يعتقدون أنهم أفلحوا، لكن حين يأت الله بأمره، يصبح هؤلاء مجرد كذابين ولصوص يحاولون فرض سطوتهم وبطشهم على الناس، لكن حين يهزمون بقوة الحق والقانون يصبحون لا شيء.
مناسبة هذا الحديث هو ما رأيناه رئي العين وعايناه بشكل مباشر في منطقة تتبع للجماعة الترابية “الزريزر” دوار الريحانة بوردود، حيث يسعى هناك شخص واحد لممارسة ربوبيته المزيفة على بقية عباد الله، فهو يدعي أنه يملك قطعا أرضية وجاء أشخاص آخرون وفتحوا طريقا على (أرضه) وقد تدخلت السلطة المحلية ذات يوم ممثلة في شخص قائد قيادة الزريزر مشكورا، بوقفه عند حده، حين حاول اعتراض أشغال فتح طريق هناك، لما تأكد للقيادة أن هذا الشخص لا يملك شبرا واحدا في تلك الأرض، وحين تأكد للسيد قائد الزريزر أن الأرض التي تمر منها الطريق، لم تعد له بها علاقة، لأن ما كان يملكه استبدله مع شخص انتقل إلى رحمة الله، وأن أبناء هذا الرجل المتوفي عليه رحمة الله قرروا فتح هذه الطريق على حسابهم الخاص، ليستفيد منها كل السكان المجاورين لهم، وتم فتح الطريق المتفرعة من الطريق الوطنية رقم 5323، إلى دواوير: (زريبة، كزارين، عين عرس، زيتونة طويلة الخ..) لكن حينما أراد أبناء المرحوم اللمطي استكمال وجهة الطريق باتجاهات أخرى كي ترتبط مباشرة بطريق الوحدة، اعترض هذا الشخص سبيلهم، ورفع شكايات متعددة ببعض الناس واستجلب شهودا من مدن ومناطق بعيدة جدا لا تربطهم بالمنطقة أية علاقة سكن أو قرابة عائلية، وقد تصدى له السكان حتى أن إخوته اللواتي استغل أسماءهن لتدبيج دعوى مفتعلة، وحين علمن تبرأن من ذلك عبر وثيقة رسمية نتوفر على نسخة منها، ويدعي هذا الشخص زورا أنه مقرب من مراكز القرار، وأنه يستطيع فعل كل شيء، علما أن الطريق المتوقفة الآن بسبب “فرعونيته” وكذبه الصراح أن بعض الجهات تحميه، لا تمر بأرضه، وقد استجوبنا حوالي عشرين شخصا من المنطقة كلهم أكدوا أنه لا يملك شبرا واحدا من الأرض هناك، خلال زيارتنا الميدانية بتاريخ 16 نوفمبر الجاري (2025) بحضور ممثل السلطة المحلية الذي أطلعناه على صفتنا المهنية، وتابع معنا كافة الاتصالات التي أجريناها مع السكان على أرض الواقع، وليس في الأحلام، كما يحلم هذا الشخص الذي رفض كل المساعي التي قمنا بها، عبر اتصالنا معه شخصيا عبر هاتفه الخاص وطلبنا منه ألا يتبع خطوات الشيطان فيما يتعلق بأفعاله التي تسيء لصورة بني البشر، فهو لا يملك أرضا، لكنه يعترض على إنجاز طريق ممولة ذاتيا من طرف مواطن من أبناء المنطقة، يسر الله عليه الحياة فأراد أن يٌيسر الحياة على عباد الله، وشتان بين شخص ينفق ماله من أجل فعل الخير وبين شخص يعرقل يُسر هذه الحياة على عباد الله.

مع الأسف خلال وجودنا هناك علمنا أنه كان بمنزله يراقبنا عبر المنظار، وكأنه يراقب”اللصوص” بينما كنا نقوم بمهمتنا الإعلامية في واضحة النهار وعلى مرأى ومسمع السلطة المحلية التي لم تعرقل عملنا على الإطلاق، بل كان على العكس من ذلك، ترحيبا ومودة.

أنا شخصيا طرحت هذا السؤال أكثر من مرة على جميع المواطنين السكان: بما أن هذا الشخص لا صلة له بهذه الأرض فلماذا يعرقل إنجازها؟ فكان الجواب دائما: هذا الشخص (……).

أكثر من ذلك فإن هذه الطريق مبرمجة من قبل الجماعة الترابية الزريزر، (7/2/2022)
على صعيد ذي صلة فالسيدان: عبد الجليل اللمطي وادريس لمصدق، يتوفران على حكم قضائي نافذ لصالحما بخصوص فتح الطريق، (حكم بتاريخ: 22/10/2025. حيث أدانته المحكمة الابتدائية بغرامة نافذة وتعويض للمطالبين بالحق المدني، ومع ذلك يتمادى في عدم تنفيذ الأحكام القضائية ما يعتبر تعديا على القضاء، واستخفافا بالمحكمة، وهو سلوك غير حضاري تمقته النفس البشرية السوية.
كما أن السكان يتوفرون على محاضر مفوضين قضائيين تؤكد أن هذا الشخص اعترض سبيل المستخدمين الذين كانوا يشتغلون بالطريق، بواسطة سيارته، ونحن بطبيعة الحال نتوفر على كل الوثائق والمستندات التي تفيد بأن هذا “الشخص المتعالي” لا يملك أرضا ولا بطيخة هناك، فقط لأنه يتبع خطوات الشيطان.

خلال زيارتنا الميدانية التي زينها الله بسقوط المطر. وخلال تجولنا في المنطقة التي يرغب الناس بفتح الطريق بها، اقترح أحد المواطنين في حالة إنجاز هذه الطريق أنه يقترح أن يُطلق عليه اسم “طريق 31 أكتوبر” تيمنا بعيد الوحدة الذي أطلقه الملك محمد السادس حفظه الله على هذا اليوم وجعل منه عيدا وطنيا بمناسبة القرار الأممي رقم 2797، هكذا يفكر المواطنون وكذلك يفكر الشخص الواحد الذي لا يريد خيرا لمنطقته ولا لأهله ولا للوطن.
في ختام هذا التقرير، نأمل أن يتدخل عامل جلالة الملك على إقليم تاونات شخصيا لإيقاف هذا الشخص عند حده، الذي يدعي أن له نفوذا على السلطة، وأنه فوق القانون.
المسألة بسيطة جدا جدا.

هناك مواطن يرغب بصرف أمواله من أجل فك العزلة عن سكان منطقته، وهناك شخص يعرقل هذا العمل، دون أن يتوفر على أي سند يثبت أنه يملك شبرا واحدا من هذه الأرض.
ونحن نتساءل بالمناسبة، من يحمي هذا الشخص فعلا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock