أخبار إقليميةفن وثقافة

من وسط اليأس ينبعث الأمل

 

 

عبد النبي الشراط

في منطقة بئيسة، بؤس مسؤوليها ومنتخبوها، تلك المنطقة التي لا يقيم فيها المسؤولون وزنا للفكر والثقافة والمعرفة، ويصر هؤلاء على العبث بكل مقدرات المنطقة، تنبعث “شمعة” أمل، وتبعث برسالة لهؤلاء مفادها، أن “العبث” لا يمكنه أن يتحكم في الجميع، ولا يسكن الجميع.

في بيئة قاحلة ومستقبلها مظلم جدا، حيث المعرفة آخر ما يحلم به المرء هناك… والثقافة هي آخر شيء يفكر به الناس هناك…

وسط هذا الظلام الدامس، تنبعث شمعة مضيئة تبشر بمستقبل ثقافي واعد، وتقول بصوت عال، نعم هناك أمل في هذه الرقعة الموحشة في الأرض القاحلة.

“عواطف لشياخ” من دوار “بني عبد الله” (في منطقة بوبعان ببني زروال، جماعة تبودة إقليم تاونات) أعلنت مع نفسها التحدي، وقررت أن “تقرأ” فقرأت، وأصبحت نجمة منطقتها، فثابرت وصبرت وتحدت أمام انعدام المكتبات وحيث لا المكان هناك ولا الزمان يشجعان على القراءة، لكنها فعلتها مرة.. ولم توفق، لكنها لم تستسلم، فأضحت واحدة من قارئات وقراء “المشروع الوطني للثقافة” الذي ترعاه وزارة التربية الوطنية، وحققت نجاحات مهمة، كانت أولى نتائجها التكريم الرمزي الذي حضيت به من طرف مديرية التعليم بتاونات، وهي الآن تشق طريقها بثبات وصمت نحو الصعود للأعلى، وطنيا وعربيا…

“عواطف” كانت جديرة بالتكريم أولا من طرف “جماعتها”، لكن مع الأسف منتخبي جماعتها أغلبهم لا يقرأون ولا يكتبون. في مقدمتهم رئيس تلك الجماعة البئيسة الذي لا يعرف للثقافة سبيلا، فقط بارع في “التبزنيس” واستغلال موارد الجماعة لمصلحته الخاصة.

لكن لا ضير، ف”عواطف” قررت التحدي، ولا يسعنا إلا تشجيعها ودعمها بما نسنطيع، حتى تحقق طموحها الثقافي والفكري والعلمي.

تشارك في المسابقات الثقافية بصفتها تلميذة سابقة بثانوية الإمام الشطيبي بغفساي، وهي تتابع دراستها الآن بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس.

حتما سنتابع معها مسيرتها إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock