أخبار إقليميةمجتمع مدني

أورتزاغ إقليم تاونات: قرية جميلة مهمشة.

كتب/ عبد النبي الشراط
من المؤسف جدا أن تكون قرية أورتزاغ تتوفر على موقع سياحي وجغرافي في منتهى الجمال، لكنها تعيش وضعا مأساويا بكل المقاييس، إننا نرى خلال الحملات الانتخابية تنافسا قويا على كرسي الرئاسة وكرسي العضوية، وتنشط الحركة الانتخابية بشكل يبدو أن المتنافسين يتصارعون على من سيفوز في الانتخابات، لكن بعد ذلك تخفت كل التحركات ويندثر كل شيء، وكأن شيئا لم يكن.


لقد حاولت دائما أن اتجنب الحديث في هذا الموضوع بسبب الكثير من الحساسيات السياسية والاجتماعية، خاصة ونحن ضيوفا في هذه القرية الجميلة والأخاذة، لكن الصبر ينفذ حينما نقوم بزيارة إلى هناك.. فنشاهد التهميش المطلق والإهمال المطلق والتجاهل المطلق ليس من المجالس المنتخبة وحسب، وإنما حتى من السلطات الإقليمية التي يبدو أنها بدورها ترغب في استمرار هذا (الغبن) الذي تعيشه أورتزاغ.


بحكم انتمائي للمنطقة المحيطة بها، كنت أزور القرية بين الفينة والأخرى منذ سبعينيات القرن الماضي، لكن الزيارة كانت تقتصر على مقر الدرك الملكي فقط دون جولات داخل المركز أو في محيطه، وفي أول سنة 2019، وخلال مرحلة البحث عن مقر لجمعية رؤية، بعد أن رفضونا في جماعات تافرانت وغفساي، حيث تعرضنا لحصار شديد هناك فالتجأنا لأورتزاغ بمساعدة بعض الخيرين هناك، إذ تمكنا من الحصول على مقر لرؤية هناك وكانت فاتحة خير علبنا وعلى المهتمين بالشأن الثقافي والتنموي هناك.


وطيلة ثلاث سنوات أو تزيد قليلا هي عمرنا هناك تمكنت من الاطلاع على الكثير من الأمور التي لم أكن اعرفها عن هذه القرية الجميلة التي لو تظافرت الجهود من طرف القائمين على أمرها (سلطة ومنتخبون) لأصبحت جزء من جنة الله على الأرض، لكنني لا أفهم لماذا يتغاضى القائمون على امرها عن عملية الإصلاح والبناء والتشييد..


علما أن كل المؤهلات متوفرة، وعلى سبيل المثال:

— يعتبر سوق السبت الأسبوعي الواقع داخل المركز عائقا من العوائق التي تعيشها القرية التي يقال أنها كانت تسمى (قرية الورود) فأضحت عبارة عن مزبلة كبيرة توفر المأوى للحشرات والاوساخ وغير ذلك من الأمور الضارة بالصحة والبيئة..

لقد سمعت أن هناك مشروع لترحيل السوق إلى منطقة بعيدة عن المركز (سوق الجمعة) القديم، وتقرر ذلك منذ سنوات لكن لا أعلم ما سر هذا التأجيل الذي حسب علمي إستحسنه السكان خاصة وأن مقر السوق المقترح يوجد بمنطقة تتوسط كافة القبائل المجاورة.


أما مكان السوق الحالي فيجب استغلاله كتجزئة سكنية نموذجيةوالتي لا شك ستضيف دفعة قوية للتنمية داخل المركز ومحيطه.


— مداخل المركز سيئة جدا سواء من جهة مدخل القنطرة أو من جهة مخرج السوق باتجاه جماعة كيسان، وهذين المدخلين لا يتطلبان الكثير من الأموال لإصلاحهما فقط يتطلبان الإرادة فقط من طرف القائمين على الأمر هناك..

وهذين المدخلين يعتبران وصمة عار على جبين جميع المنتخبون الذين مروا من هناك وعلى جبين السلطات المحلية والإقليمية والمركزية أيضا، ومعهما وزارة التجهيز.


— بحكم وجود مركز أورتزاغ على جنبات جزء من سد الوحدة الكبير فلماذا لا تستغل الأراضي التي لا تشملها المياه من أجل إنشاء منطقة سياحية رائدة تدر دخلا جيدا على المجلس ومن شأن هذه المداخيل أن تساهم في تنمية المنطقة والجماعة بدون شك..


— أما التصميم الداخلي للمركز فيعتبر بدوره كارثة بكل المقاييس وقد حان الوقت للتفكير جديا في إيجاد حل لكل هذه المشاكل والكوارث التي تعاني منها قرية اورتزاغ الجميلة التي تعتبر منطقة سياحية بكل المقاييس وهو ما نأمله من المجلس الحالي، نأمل أن يفكر المجلس وشركائه في مسألة إعادة هيكلة المركز بشكل يليق بموقعه الجغرافي المميز وكذلك موقعه السياحي الرائد.


المجلس الحالي مطالب بالتغيير، لأن استمرار الحال على ما هو عليه لن يساهم في التنمية بقدر ما يزيد الأمر سوءا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock