مقالات الرأي

قصة متوسطة ! من هو؟

عبد النبي الشراط

يستغل شركته الخاصة للتحرش ببنات البلد..

قبل سنة أو أقل كانت شابة من نواحي الشمال المهمش تبحث عن عمل.. فتلقفها رئيس إحدى الجماعات التابعة لمنطقة الشمال عن طريق إحدى عشيقاته، فرٱها (هو) فانفلت عقله عليها، وبسرعة عرض عليها شغل براتب مغري بشركته التي يملكها بالعاصمة، لكنه اشترط عليها أن تقضي بشركته تدريب لمدة شهر، وحينما تذرعت البنت بعدم وجود أي من أقاربها بالعاصمة خلال شهر التدريب بادرها على الفور عارضا عليها شقة مفروشة ومجهزة بكافة مستلزمات الحياة..


كانت النتيجة شهرا من (التحرش) بالبنت (……) وفي الأخير رماها في الشارع، لا شغل ولا تدريب ولا (٠٠٠٠٠٠) وبدأت مأساتها..


صاحب الشركة بدوره رئيس جماعة بنواحي منطقة الشمال وأحد ممثليها في مجلس النواب، وكان ينتمي لحزب ثم غادره ليلتحق بحزب ٱخر ليجدد ترشحه لانتخابات تجري في تلك البلاد هذه الأيام لكن بحزب ٱخر، كان الحزب الأول يحرم عليه (النشاط) فضاق ذرعا بالمحرمات لأنه لا يطيق صبرا حين يرى الجميلات، أما الحزب الحالي فهو حزب متفتح ومنفتح على كل الاحتمالات.. وبالرغم من أن رئيس الجماعة الٱخر ينتمي لحزب منافس لحزبه، لكن ما يجمع بين الرئيسين أكثر من الانتماءات الحزبية والأيديولوجيا، هذا المصطلح الأخير لا يعرفان معناهما أبدا، وكغيرهما من الناس أمثالهما، يسمعان به في التلفزيون فقط.


الرئيسان متفقان على كل شيء وبما أن الرئيس النائب سابقا (وقد يكون لاحقا) يملك أموالا وعقارات وشركات (زاده الله من فضله ولا حسد) فإنه يسخر الرئيس الصغير الذي لم يبلغ الحلم بعد للبحث عن الذي يحب.. إذ يمكنه أن يبعث به ليشتري له الفواكه والخضر واللحوم المتنوعة، بل يستخدمه حتى ضد حزبه، لكن لكل شيء مقابل ولكل خدمة أجرة، فقد ضمن له سيده الكريم عدم منافسة شيعته له في انتخابات مضت قبل أيام.. وبموجب هذه الخدمة فاز الرئيس المستخدم بما يريد.


أما الانتخابات التي تجري في تلك البلاد هذه الأيام فقد وعده سيده الفاضل أن يمنع أي من شيعته في حزبه لينافسه في رئاسة تلك البلاد.


بهذه الطريقة تدار الأمور في تلك البلاد التي ما زال أهلها لا يثقون إلا بالكذب والباطل… ويخافون من لا شيء.
الرئيس الصغير والكبير معا متفقان على (النضال) من أجل قضاء مصالحهما المشتركة، أما الذين يمنحونهم أصواتهم فيكفي أن:


الرئيس الكبير كذب على الٱلاف بتشغيلههم في الخلاء، لكن وعدهم أنه حينما لا تبقى الخلاء خلاء فسيشتغلون، وقد مرت على القوم خمس سنوات من الانتظار… إنتظار أن لا تبقى الخلاء خلاء، لكنها ما زالت.. إن الرجل لا يكذب أبدا فهو يعدهم الٱن أن الخلاء ستصبح عامرة، وأن سبب خلائها هو الحزب القديم الذي كان ينتمي إليه.


أما الرئيس الصغير المستخدم فهو يتوفر على طاقة كبيرة تمكنه من اختلاق ٱلاف الأكاذيب.. فحتى داخل حزبه إستطاع أن يقزم رئيسه المباشر وتمكن من جعله خاتما في أصبعه يحركه كيف يشاء، لأن رئيسه هذا لا يتقن الكذب مثله..


نتوقف عند هذا.. في انتظار قصص أخرى..
ملاحظة: في الأجناس القصصية هناك القصة والقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا المعروفة ب (ققج ) وأنا أستأذن الأدباء وكتاب القصة بكافة أجناسها أن يسمحوا لي لأختلق (القصة المتوسطة) لأنهم تجاهلوها وشكرا لهم مسبقا..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock