المكتبة الوطنية تطلب وثائق سريالية لاستكمال طلب التصريح برواية…

هل هي نكسة يا فردوس الحكيم أم حنين لزمن قديم..؟
خالد أخازي.
انتظرناك يا وزير الثقافة والشباب فردوس المرضي عنك أن تجتهد حين وجب الاجتهاد، في مجال الشباب والطفولة، في زمن كورونا، وتقدم تصورا بديلا في مواجهة الفراغ والضجر، ولحماية الطفولة والشباب بأساليب مبدعة من تداعيات الجائحة، لكنك اخترت المقعد المريح، مقعد المنتظر حتى شللت القطاع، وها أنت تجتهد في قطاع حساس لا يقبل الاجتهاد إلا بمقاربة تشاركية مع الناشرين، مع الاحتفاظ بمكتسبات المغرب في حرية النشر والطباعة، وحين اجتهدت عبر مصلحة الإيداع القانوني التابعة للمكتب الوطنية للمملكة الغربية، ربطت التصريح بتوفير وثائق لا توجد إلا في الخيال العلمي في الكتاب الإبداعي…جنس الرواية.

كيف يعقل أن تطلب المكتبة الوطنية، ملخصا عن الرواية…؟ إن كانت المكتبة الوطنية تريد ممارسة الرقابة القبلية فما عليها إلا أن تطاب بالمخطوطة كاملة، وتدفع بها لجهاز أمني مختص ليقرر بدلا علها… وتجهلنا نخسر كل الزمن المغربي المضيء في مجال النشر…

الغريب أن هذه المصالح المعنية بالكتاب تطالب بفهرس للرواية… هل للرواية فهرس…؟ هل للرواية أصلا مقدمة كما تطلب هي بذلك…؟ والمقدمة في الرواية فرع وليس أصلا… وهي بدعة… كما يقول روائيون كبار….

بالله عليكم.. هل الأصل في الرواية أن تكون لها مقدمة… وفهرس..؟
هل من مثقف في هذه المصلحة ضابط لثقافة عارفة عالمة، يحدد لهؤلاء التقنيين هويات النصوص والأجناس الأديبة…؟
فالمصيبة أن الناشر المغربي الذي يعيش واقعا مزريا من تداعيات الجائحة، وتدني المقروئية، وتأثر رواج الكتاب بفعل الحظر وطنيا ودوليا، يجد نفسه كل مرة، أمام مطالب جديدة، هو في غنى غنها نفسيا ومزاجيا، وهي تغييرات مزاجية غير مدروسة تعكس عدم وعي هذه الإدارة في عهد فردوس بخصوصية الكتاب و الأجناس الإبداعية والفكرية، وتعكس أن الناشرين آخر من تتواصل معهم مصالح الوزارة.

فردوس الذي “كرفس «قطاع الشباب والطفولة، بأضعف حصيلة لو لا شجاعة المجتمع المدني ومبادراته الخلاقة، لشل كليا قطاع الشباب والطفولة، وهذا باختيار هذا الوزير المحظوظ الانتظارية أسلوبا ومنهجا والاكتفاء بتوزيع دعم لأنشطة محدودة لا تصل للجماهير، فها هو جحيمه لا فردوسه يطال قطاع النشر بالعبث والخيال العلمي، ويكاد يشل قطاع النشر بقرارات خرقاء.
المصيبة أن بعض الوثائق المطلوبة تتطلب فهما لأصلها اللغوي بالفرنسية، وحين ترجمت غدت بدون معنى… وممن اكتووا بهذا العبث الناشر والإعلامي والباحث في قضايا الدين والسياسية، مدير دار النشر الوطن ذ. عبد النبي الشراط الذي صدم بطلب هذه المؤسسة لوثائق لا علاقة لها بالمنتوج السردي، وهو ناشر محترف لكبار الكتاب وطنيا وعربيا، حيث واجه هذه السريالية برسالة لأهميتها، نود أن نتقاسمها مع الرأي العام، علها تصل للوزير فردوس ويوقف هذا المزاج التحكمي الجديد، الذي يريد صناعة وضع ثقافي لم يعهده المغرب أبدا أشبه بالرقابة التسلطية.
رسالة المكتبة الوطنية الناشر، نعرضها لكم بكل ما تحمل من دلالات وتأويلات.
السلام عليك
لقد تم رفض طلبكم لرقم الإيداع القانوني للكتاب…….المرجو اعادة الاستمارة مع إرفاق الفهرس في حالة وجوده أو مقدمة الكتاب حتى يتسنى لنا تلبية طلبكم في أقرب الآجال .”

ونريد في السياق ذاته رسالة الناشر رسالة مدير دار الوطن وهي كالتالي:
السادة/ المكتبة الوطنية للمملكة المغربية
قسم الإيداع القانوني
تحية طيبة،
بالإشارة لرفضكم المتعلق بطلب إيداع رواية……. أود أن أحيطكم علما أن:
أولا: معروف عالميا وليس في المغرب وحسب أن الروايات ليس لها فهرس، بالتالي لا يمكن أن نختلق فهرسا مصنوعا ومزيفا كي تمنحوننا الإيداع القانوني، بالتالي يجب عليكم عدم وضع تعقيدات في طريق إصداراتنا..
ثانيا: حتى المقدمة غير موجودة في هذه الرواية، فماذا عسانا أن نفعل؟
ثالثا: بشكل عام فإن التعديلات التي تدخلونها على موقع الاستقبال من حين لآخر إنما هي تعديلات لا علاقة لها بنشر الكتاب، وكان الأجدر أن تجتمعوا مع الناشرين المتخصصين لكي تناقشوا معهم ما يجب فعله إذا قررتم إجراء أي تعديلات أو تغييرات بهذا الصدد..
كان يمكنكم أن تطلبوا من الناشرين أو الكتاب نسخة كاملة من الكتاب في حالة قررت الدولة سن الرقابة القبلية على الكتاب بدون اللجوء لهذه الأمور المعقدة التي قد تسيء للبلد الذي يتمتع بميزة حرية الطباعة والنشر طبقا لأول دستور وضع بالبلاد وما زال العمل ساريا إلى الآن بهذه الفقرة: (الطباعة والنشر حران).
فضلا عن كل ما سبق اتصلنا بكم هاتفيا أكثر من مرة وعلى رقمين دون أن يجيبنا أحد..
أفتوني في أمري إن كنتم صادقين..
ما العمل في ظل هذه التعقيدات المتتالية… في كل مرة تخلقوا لنا شروطا جديدة؟
في انتظار ردكم تقبلوا المودة.
عبد النبي الشراط
مدير دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر
الرباط في: 17/6/2021
وفي السياق ذاته أضاف ذ. عبد النبي الشراط في رسالته أنه في الماضي كانوا يطلبون صورة الغلاف وصفحة اكتمال النشر وهي كلمة غير مفهومة وقد أولتها مصالح المكتبة ب (الجنريك) وصفحة الكتاب الأولى وقد فهمنا أنهم يعنون الغلاف الداخلي للكتاب، أما حاليا فالأمر غدا سرياليا، إذ تعددت التعقيدات وصاروا يشترطون : صورة الغلاف والفهرس وأضافوا بالداخل ( أي داخل استمارة طلب الإيداع) أضافوا ملخص للكتاب بحدود 100 كلمة، مما وصفه الناشر بالرقابة الملتوية حيث أضاف “نحن الآن أمام نظام رقابة الكتب موقع الاستقبال عندهم ترجمة حرفية من المكتبة الوطنية الفرنسية، مع تغييب إيجابيات مقوقع فرنسا… الفعالية والحكامة وغياب الرقابة الملتوية… والسرعة والخدمة عن بعد في زمن قياسي لا يرهق أي طرف..”
هل تصل الرسالة إلا فردوس، أم أنه سيختار مقعد الانتظار ورفع شعار كم حاجة قضيناها. بالصمت.