فن وثقافةمقالات الرأي

حذار….التلفزيون قتل لوجي

تصر قنوات القطب العمومي على حصة تعذيب يومية،بعد كل أذان مغرب.

الكاتب الصحفي عثمان ناجي.

عثمان ناجي /كرونو نيوز


يستمر هذا الوضع منذ سنوات، منذ أن قرر أحدهم أن صيام رمضان لا يكون صحيحا إلا إذا صاحبته تفاهات يراد منها اضحاك الصائم و الصائمة. كان بوسع قنوات القطب العمومي أن تتقاسم الأدوار، فتبث كل واحدة بشكل مغاير برامج ثقافية و سياسية و مسرحيات عالمية. أما أن يتنافس الجمع الإعلامي على إنتاج سيتكومات بليدة و بائسة فهذا تبذير صريح و واضح لمال دافعي الضرائب.فلا هو حافظ على أمانة الشعب،و لا هي ادخلت البهجة عليه بترفيه راق و مبدع.


يبدوا أن لا أحد يعرف موطن الخلل.
لنتفق أن الممثلين لا يمكن أن يتحامل عليهم متحامل،فلا مسؤولية لهم فيما يقع،هم يمارسون عملهم مثل غيرهم،و ليس من المعقول أبدا أن نطلب منهم أن يركنوا إلى البطالة بحجة أن الأعمال المعروضة رديئة.


أما شركات الإنتاج،فهي نفسها كل عام.تنتج نفس الرداءة،و تنصرف.ثم تقوم نفس القيامة، أسئلة في البرلمان،مقالات في الصحف و المواقع.في السنة الموالية،يتكرر نفس السيناريو.


هذه السنة المباركة،فرضت الحكومة على المواطن أن لا يغادر البيت بعد الثامنة مساء، تحت طائلة المتابعة القضائية.


هما اذن مطرقة و سندان.مواجهة شاشة تثير الغضب و الحنق و الاشمئزاز أحيانا،أو خرق القانون و زيارة مخافر الشرطة و مكاتبها المبهجة.


يذكر التاريخ أن مهندس كهرباء اسكتلندي اخترع أول تلفزيون في العالم ، وقد استخدم في نظامه الأشعة تحت الحمراء. جون لوجي تعرض للأشعة تحت الحمراء التي زادت حالته الصحية سوءًا ،فتوفي جراء اختراعه.يحكى أيضا أنه تم عرض تلفزيون جون لوجي يوم جنازته.


منذ بدايته،احترف التلفزيون مهنة تقصير العمر،فالناس خلقوا قطعا ليعيشوا أحداث الحياة بحلوها و مرها،لا أن يقبعوا لساعات يتربصون بحياة أخرين من صنع الخيال على شاشات التلفزيون.


يقول المثل القديم:من راقب الناس،مات غما.
آخر القول:بين الحكومة و قراراتها،و برامج رمضان المملة و وباء كورونا،لا زلت لم احسم بعد أي منهم أكثر خطرا على الصحة العامة و على حياة المواطن.
رمضان كريم و فرجة غير ممتعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock