من يتحمل مسؤولية تأخر التنمية بقرية ابا محمد؟
كمال منكاد
بدون شك أن كل منا يطمح إلى حياة أفضل، ويحلم بغذ مشرق، ويتمنى أن يرى مدينته في أبهى حلة، أن يستيقظ صباحا فيجد الشوارع والأزقة نظيفة، وإذا فكر في التنقل أو السفر يجد وسائل النقل متوفرة، وإذا ما مرض يجد مستشفى أو مركزا صحيا يلبي حاجياته ويعالج سقمه…
بمعنى أن المواطن متعطش لكي يرى المدينة كما يحلم وكما يتمنى. لكن السؤالين المطروحين هنا هما لماذا هذا التأخر في التنمية بقرية ابا محمد؟ وكيف السبيل إلى النهوض بها؟
لعل المتتبع للشأن المحلي ولمنتقديه، يلاحظ بشكل واضح المقاربة السطحية التي يتم التعاطي بها مع موضوع التنمية بقرية ابا محمد، والنظرة الضيقة التي ينظر من خلالها إلى الشأن العام المحلي وإلى قضايا الساكنة والمدينة.
كل ذلك راجع إما لحقد دفين وتفريغ لعقد ومكبوتات، وبالتالي يصبح نقاش الشأن المحلي عبارة عن تصفية لحسابات شخصية أو سياسوية ضيقة. وإما لجهل وقصور معرفي لدى المنتقد يجعل من مناقشته لموضوع التنمية فارغة المحتوى وجوفاء؛ بمعنى أن كلامه وتدخلاته عبارة عن”البرطيط”أو كذاك الذي ينظر إلى الأشياء بعين واحدة.
أما المسألة الأخرى والخطيرة وهي فئة المتاجرين والسماسرة، أو ما يمكن أن يصطلح عليهم ” بالشناقة “وهي فئة ترتدي ثوب المناضل والمدافع عن هموم البؤساء، في الوقت الذي تجدها تتاجر من وراء حجاب وتخدم مصالح جهات وأجندات معينة. أي أنها عبارة عن كراكيز ودمى يتم تحريكها من قبل أسيادها بواسطة جهاز التحكم عن بعد كلما دعت الضرورة.
وحتى يكون تحليلنا ونقاشنا موضوعيا، فإن تأخر التنمية بقرية ابا محمد يتحمل مسؤوليته كذلك المجلس الجماعي المنتخب، والذي نسائله هنا من خلال هذا المقال عن سبب تأخر مستشفى القرب؟
إن كل ما قلناه يبقى مجرد مدخل إلى موضوع التنمية بقرية ابا محمد التي نطمح أن تنهض وتخرج من الركود والعشوائية التي تتخبط فيها. ولتحقيق هذه الغاية فإن المشروع بالدرجة الأولى هو ثقافي تعليمي توعوي موجه إلى المواطن، الذي يجب أن يوقف العبث ويقطع الطريق على السماسرة ويكون قادرا على إتخاذ القرارات المناسبة عن قناعة، عارف بما له وما عليه.
كما وجب على كل الغيورين وأصحاب الضمائر الحية والمناضلين الشرفاء أن يتحدوا ليضعوا حدا لكل هذه المهازل.