أخبار جهوية

قُدُوم الوالي معاذ الجامعي لجهة فاس مكناس : فاعلية تنموية جيدة ، تستدعي الجدية والواقعية للنخب السياسية …

يونس لكحل.                                       

تعتبر جهة فاس مكناس من بين الجهات ذات الأهمية الكبرى على مستوى التنمية الوطنية، وذلك لما تمتلكه من مؤهلات إقتصادية وسكانية، بالإضافة إلى تاريخها العريق وإرثها الثقافي والإجتماعي، كما أن الجهة تعتبر من أبرز الوجهات السياحية بفضل تنوعها الطبيعي ومدنها التاريخية العالمة فاس و مكناس ، إضافة إلى ما تتوفر عليه من مكتسبات في مجالات عدة ، لكن رغم هذه الإمكانيات الضخمة والنجاحات المحققة ، ظل المشهد التنموي في هذه الجهة يعيش تحديات حقيقية في بعض جوانبه، فهل سيتم تجاوز التحديات نحو تحقيق الأهداف التنموية المخطط لها بقدوم الوالي معاذ الجامعي ؟ …

فمن خلال المتابعة الدقيقة للتطورات السياسية والإقتصادية في جهة فاس مكناس، يتبين أن هناك العديد من الإشكاليات التي كانت تعيق سيرورة التنمية في بعض المناطق. رغم أن النخب السياسية الممثلة في البرلمان والجهة والمجالس الإقليمية و الجماعية قد حاولت بمجهودات متفاوتة في الإنخراط الفعّال والإيجابي للترافع والتعاون لأجل تحقيق التنمية المستدامة . والأكيد ان الإشكاليات التنموية المشار إليها ظهرت في العديد من الجماعات الترابية التي مازالت تعاني من نقص البنية التحتية الأساسية مثل الطرق والمياه الصالحة للشرب وضعف فيما يخص تنزيل مشاريع عدة بسبب قلة التمويل او غياب التواصل المثمر ، فالعديد من المناطق الفقيرة والمهمشة في الجهة عانت من المؤشرات التنموية الضعيفة لسنوات ، وهو ما يعكس قصورًا في التسيير المحلي ، وأحيانًا تضارب المصالح السياسية مما يحد من قدرة هذه الجماعات على تحقيق التنمية الشاملة دون إغفال الصراعات الغير منطقية بين مستشارين بمجالس جماعية ، مما أثر بشكل واضح على الواقع التنموي وتحقيق تطلعات الساكنة .

كما نجد انه من بين الإشكالات التي تشهدها بعض الجماعات، غياب التنسيق الفعلي بين تلك المجالس والسلطات المحلية ، مما يساهم في تعثر عدد من المشاريع التنموية في وقت يكون فيه المواطن بحاجة ماسة إليها.

لكن وبالرغم من التحديات الكبيرة، هناك إشارات إيجابية تؤكد أن الفاعلية السياسية في الجهة بدأت تتجه نحو تحقيق الأهداف التنموية، في ظل دعم كبير من الحكومة والسلطات الولائية والإقليمية . 

فالوالي معاذ الجامعي منذ تسلم منصبه ظهر دوره الحيوي في تحريك العديد من الملفات التنموية، فبفضل ديناميته وجديته في العمل، عرفت الجهة إنتعاشًا في بعض المشاريع الكبرى، مثل البنية التحتية … بحيث لاحظ الجميع في الآونة الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في مستوى التحفيز على تنفيذ المشاريع وفق مواعيدها المحددة عبر إحترام للقوانين والإتفاقيات ، وهو ما إنعكس إيجابًا على الجهود الرامية لتحسين الربط بين الأقاليم والقيام بمشاريع البنية التحتية بأوراش إنطلقت … ، علاوة على ذلك ، يبرز التعاون بين مجلس جهة فاس مكناس بشكل مثمر ، خاصة في ظل التنسيق بين السلطات الولائية و السلطات الإقليمية ومجالس الأقاليم والعمالات والمجالس الجماعية ، حيث تحققت بعض المشاريع التنموية على أرض الواقع. وكثير منها خرج للوجود ويعرف سرعة وفاعلية في الإنجاز .. 

وبالنظر إلى الوضع القائم واتجاهاته ، يظهر أن الجهة تشهد تحولات إيجابية في بعض الجوانب ولكنها تحتاج إلى استمرار الفاعلية على مستوى تنزيل البرامج وتقييم الأولويات بشكل متواصل عبر التكامل بين مختلف الفاعلين السياسيين والاقتصاديين المؤسساتيين …

فالمواطن في جهة فاس مكناس يطمح إلى رؤية المزيد من المشاريع الجادة التي تستجيب لتطلعاته ، والنخب السياسية في الجهة تتحمل مسؤولية أكبر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تتماشى مع تطلعات المواطنين وتواكب الرؤية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده خدمة للصالح العام وتنزيل نمودج المشروع التنموي الجديد بكل مسؤولية ووطنية عالية .

والواقع فالمشهد التنموي في جهة فاس مكناس يشهد تحركات إيجابية بمجيء الوالي ، خاصة مع الجهود المبذولة من طرفه وعمال الأقاليم والمنتخبين بمجلس جهة فاس مكناس والمجالس الإقليمية وجماعات ترابية . ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من العمل لخلق التوازن من خلال تكريس العدالة المجالية في كل المناطق، في ظل التباين في المؤشرات بين المدن الكبرى والمناطق النائية… فبقدوم الوالي معاذ الجامعي ظهرت الفاعلية التنموية الجيدة ، هذه التي تستدعي المزيد من الجدية والواقعية للنخب السياسية بالجهة …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock