تعليممجتمع مدني

جمعية سفراء السعادة تحتفي بالدخول المدرسي تحت شعار: “التربية الدامجة حق وعيش مشترك”.

ابراهيم بن مدان.

 

في أجواء احتفالية مميزة، نظمت جمعية سفراء السعادة حفلاً بمناسبة الدخول المدرسي 2025/2026، تحت شعار: “التربية الدامجة حق وعيش مشترك”. وقد شكّل هذا الموعد التربوي والإنساني محطة أساسية لتجديد الالتزام بقضية إدماج الأطفال في وضعية إعاقة داخل المنظومة التعليمية، باعتبارها حقاً دستورياً، وركيزة لتعزيز قيم العيش المشترك والاندماج الاجتماعي.

 

وفي كلمته بالمناسبة، شدد السيد منير ميسور، رئيس جمعية سفراء السعادة، على أن تمكين الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من الولوج إلى المؤسسات التعليمية والخدمات التربوية المصاحبة ليس مجرد التزام قانوني، بل ضرورة إنسانية ومجتمعية تفرض نفسها لضمان مشاركة هذه الفئة في مسار بناء الوطن. وأكد أن هذا التوجه ينسجم تماماً مع الرؤية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي يولي اهتماماً خاصاً لقضية الأشخاص في وضعية إعاقة، ويجعل منها أولوية ضمن مشروع الدولة الاجتماعية.

كما عبّر ميسور عن اعتزازه بالدعم الذي حظي به الحفل من طرف مجلس عمالة الرباط، الذي نوجّه له الشكر والتقدير على الدعم المتواصل للجمعية وكذلك التذكير بالشركاء بالقطاعات الحكومية من بينها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وزارة الشباب والثقافة والتواصل، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباط – سلا – القنيطرة، التعاون الوطني، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذين ساهموا جميعاً في إنجاح هذا الموعد التربوي.

وقد تخلل الحفل فقرات فنية وتربوية شارك فيها الأطفال، حيث أبدعوا في تقديم عروض متنوعة أبرزت مواهبهم وطاقاتهم، وساهمت في تعزيز ثقتهم بأنفسهم داخل بيئة دامجة وداعمة.

غير أنّ هذه المبادرات، على أهميتها، لا يجب أن تُخفي واقعاً مؤلماً تعيشه العديد من الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة بالمغرب، والتي لم تتمكن لحد الآن من فتح أبوابها لتسجيل وإعادة التسجيل أو الاحتفال بالدخول المدرسي لهده السنة، وذلك نتيجة غياب الدعم وتأخر إصدار دفتر التحملات الخاص بصندوق التماسك الاجتماعي لهذه السنة من طرف الوزارة المعنية. 

هذا الصندوق الذي يشكل عصب استمرار خدمات الجمعيات لفائدة أزيد من 30 ألف طفل من ذوي الإعاقة، وتأمين عمل أكثر من 9 آلاف عامل اجتماعي يشتغلون في الميدان.

 

إن حرمان هؤلاء الأطفال من حقهم في التمدرس، وحرمان الجمعيات والأسر والعاملين الاجتماعيين من مواكبة فعلية ومستدامة، يكرس الإقصاء والتمييز على أساس الإعاقة، ويطرح تساؤلات عميقة حول جدية الالتزام بمشروع الدولة الاجتماعية.

 

وفي هذا السياق، تؤكد جمعية سفراء السعادة أن تجاوز الإقصاء والتمييز يمر عبر إيجاد صيغة منصفة ومباشرة لدعم الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة، باعتبارها شريكاً أساسياً في تنزيل مشروع الدولة الاجتماعية. وجدير بالتذكير أن الحكومة نفسها التزمت في برنامجها الحكومي بتخصيص 500 مليون درهم كدعم سنوي قار لفائدة الجمعيات والمراكز العاملة في مجال الإعاقة، حتى تتمكن من ضمان استمرارية خدماتها لفائدة الأطفال ذوي الإعاقة، وتمكينهم من الولوج العادل إلى حقهم في الدراسة، التأهيل، والرعاية. إن احترام هذا الالتزام ليس مجرد وفاء بوعد سياسي، بل هو استثمار استراتيجي في مدرسة الإنصاف والعدالة الاجتماعية، وخطوة ضرورية لبناء مجتمع متماسك لا يترك أبناءه خلف الركب.

 

ويظل برنامج التربية الدامجة الذي أطلقته جمعية سفراء السعادة نموذجاً عملياً لترسيخ مبادئ المساواة والعدالة في التعليم، من خلال توفير بيئة تربوية دامجة تستجيب لاحتياجات جميع الأطفال دون استثناء، وتتيح لهم فرص التفاعل والتعلم المشترك بما يعزز التضامن والتماسك الاجتماعي.

 

وبهذا، تؤكد جمعية سفراء السعادة أن التربية الدامجة ليست مجرد شعار، بل هي استثمار في مستقبل مشترك أساسه الكرامة والعدالة، حيث لا يُترك أي طفل خلف الركب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock