أخبار جهويةسياسة

نقاشات غريبة حول إمتيازات الأعضاء في دورة مجموعة الجماعات الترابية فاس مكناس للتوزيع، هل هي بداية زمن الهزالة في  السياسة !!! 

يونس لكحل.                                                                             

شهدت الدورة العادية لمجموعة الجماعات الترابية فاس مكناس للتوزيع، المنعقدة يوم 12 فبراير 2025، نقاشات غريبة أثارت جدلاً واسعاً، عندما تحول الحديث إلى الامتيازات الشخصية للأعضاء المتعلقة بالأكل والتنقل والإقامة.

ففي الوقت الذي كان يُنتظر من بعض الأعضاء التركيز على قضايا تنموية هامة تصب في مصلحة المواطنين ، إنشغل البعض بمناقشة تغطية نفقات السفر والإقامة أثناء حضورهم لدورات المجلس، وهو ما أثار تساؤلات حول أولويات النقاشات في جلسات رسمية كان من المفترض أن تعالج ملفات أساسية مثل تحسين خدمات الماء والكهرباء والتطهير السائل في الجهة. 

فمجموعة الجماعات الترابية فاس مكناس للتوزيع تأسست بهدف تحسين توزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل على مستوى الجهة، خاصة في المناطق القروية التي تعاني من نقص حاد في هذه الخدمات الأساسية، وهي المبادرة التي تمثل خطوة هامة نحو النهوض بالبنية التحتية وتحقيق العدالة الإجتماعية في توفير الخدمات العمومية لجميع المواطنين، بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو وضعهم الإجتماعي، لكن ( بعض) المداخلات من طرف أعضاء  في الدورة إتجه نحو قضايا لا علاقة لها مباشرة بالمهام المنوطة بالمجموعة، بل تصدّر حديث بعض المستشارين حول الإمتيازات الشخصية التي تشمل نفقات الأكل والتنقل والإقامة خلال الحضور إلى جلسات المجلس في مدينة فاس، مع العلم انه كان من المفترض أن تركز تدخلاتهم  على كيفية تحسين الخدمات الأساسية وتوسيع نطاق التغطية في المناطق التي تعاني من ضعف شديد في البنية التحتية بجماعاتهم النائية التي يمثلونها ، بل وواجب عليهم الترافع لأجل الدفاع عن العدالة المجالية فيما يخص تنزيل البرامج للإستفادة من التوزيع العادل للخدمات وبجودة متكافئة بين الجماعات الحضرية بالمدن  وعدد من الجماعات القروية النائية و المكلومة .

النقاش حول الإمتيازات أثار إستغراب المتابعين، حيث تساءل العديد منهم عن أولويات بعض الأعضاء ومدى وعيهم بالتحديات الكبرى التي تواجهها ساكنة الجهة ، مثل توفير الماء والكهرباء للتجمعات السكنية بالمناطق الحضرية والقروية أو تحسين خدمات التطهير السائل الذي يعد من أهم ركائز الصحة العامة بوجود تجمعات سكنية لا تتوفر على شيء !… وتكريس من خلال ذلك  تكافؤ الفرص بين جل المغاربة كمبدأ دستوري ،  . 

قد تكون هذه النقاشات حول الامتيازات مسألة قانونية أو تنظيمية، لكن توقيت طرحها في دورة مخصصة لتنزيل البرامج وخلخلة واقع غياب العدالة المجالية امر يثير عدد من التساؤلات…! إذ أنه في الوقت الذي  تحتاج فيه الجهة  إلى تحسين جودة الخدمات وتحقيق التنمية المستدامة نجد البعض ( يا إما لا يعي جسامة وأهمية الدور المنوط به او تواجد هناك صدفة … وكلا الوقائع  تشكل معضلة  !!! ، 

ما حدث بالدورة يبرز ضرورة إعادة توجيه النقاشات والمداولات داخل مجموعة الجماعات الترابية فاس مكناس للتوزيع إلى المسائل الجوهرية التي تهم المواطنين . فكل لحظة يتم فيها تحويل الإنتباه عن قضايا التنمية والتخطيط الإستراتيجي إلى قضايا هامشية، هي لحظة ضائعة قد تؤثر على تحقيق الأهداف المرجوة ، فما معنى أن أكون مستشارا عضوا أمثل الساكنة فلا اناقش وأصمت عن طرح  القضايا التي تخدم مصلحة الساكنة وأعمل على تحسين حياة من أنوب عنهم تحقيقا للتنمية الاجتماعية والخدماتية ، وبدل ذلك أطالب بتحسين إمتيازاتي في الأكل والتنقل والإقامة  … فهل هي بداية زمن الهزالة في السياسة !!!؟ …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock