مجلس الأحرار… نصف ولاية من الحرية في تجميد التنمية في قرية با محمد.

كرونو نيوز/قرية با محمد.
يقول المثل تمخد الجبل فولد فأرا، وهذا المثل العربي يعني أن الجبل الضخم يخرج من أحد تصدعاته فأر صغير، فكأن الجبل العظيم أنجب هذا الفأر الصغير !
وهذا المثل يُضرب لمن يـُـتوقع منه الكثير لكنه يأتي بالشئ القليل الذي لا يتناسب مع حجمه الحقيقي أو المتوهَم..
مناسبة هذا القول مجلس جماعي جديد بوجوه قديمة، ليس هناك تغيير لا في الشكل ولا في إرادة التغيير، فقط تبدل مجهودات كبيرة لكي لا يتغير شيء في قرية با محمد.
لم يحمل المجلس الجماعي الجديد لقرية با محمد أي جديد يُذكر، إذ بقيت نفس الوجوه القديمة لتجلس على نفس المقاعد المعتادة.
فالمواطنون بدأوا يتساءلون، هل هي مسرحية أخرى لنفس الممثلين، أم أن التغيير مجرد شعار يُرفع عند الضرورة؟
كانت الآمال معقودة على التجديد والتشبيب، يبدو أن التاريخ قرر أن يعيد نفسه بشكل كوميدي بنكهة هزلية ولكن على حساب تطلعات الساكنة. فماذا بعد؟
مرت نصف ولاية المجلس الجماعي لقرية با محمد دون أن يلوح في الأفق أي تغيير يُذكر. الوجوه القديمة عادت لتثبت أن التغيير لم يكن سوى عنوان لمرحلة سياسية بلا مضمون. حزب الأحرار، يبدو وكأنه يستكمل إرث الجمود بدل أن يفتح أبواب الأمل.
المواطنون يتساءلون: هل سنشهد جديدا في ما تبقى من الولاية، أم أن الانتظار هو العنوان الوحيد لهذه المرحلة؟ وبين المماطلة والوعود المعلقة، يبقى المواطن في قريته ينتظر أملًا قد لا يأتي.
لم يكن انتظار المواطنين من المجلس الجماعي لقرية با محمد مجرد أحلام عابرة، بل تطلعات مشروعة لمستشفى كامل التخصصات يلبي حاجاتهم الصحية، إلا أنهم وجدوا أنفسهم أمام حلم مستشفى القرب بتخصص وحيد: “الدوا لحمر”، والذي قد يكون غير متوفر في بعض الأحيان.
أما عن السوق الأسبوعي، فإن قصته تُروى وسط غموض يلف حيازة العقار الخاص به، في مشهد يثير تساؤلات أكثر مما يقدم إجابات. وعلى صعيد مشروع المدينة، يبدو أن تنزيله تم على “قاعدة مغشوشة”، ليصبح مثالا حيا على التسرع دون دراسة أو رؤية واضحة.
فهل سيخرج المجلس الجماعي عن هذا النمط الروتيني، أم أن التطلعات ستبقى مجرد وعود عرقوبية تُضاف إلى قائمة طويلة من الإخفاقات؟
فقرية با محمد ابتلت بانتخابات موجهة ونضال انتهازي ليصبح الضعفاء وقود لأجندات المصالح.
فقرية با محمد لازالت تعاني من ظاهرة التدخل المباشر لبعض الأفراد النافذين في الانتخابات لترجيح كفة ذوي الحضوة، الذين يضمنون لهم تحقيق مصالحهم الخاصة ولو على حساب المصلحة العامة.
وبينما يرفع الخطاب الشعارات الرنانة عن الشفافية وخدمة الساكنة، فإن الحقيقة المرة تظهر في الكواليس، ما يُحسبون على الخط النضالي ما هم إلا انتهازيون بوفرة، يظهرون في العلن كأنهم أبطال المظلومين، وفي الظلام يقتسمون فتات الغنائم.
المفارقة تكمن في التصريحات الجريئة التي يدعون فيها الاصطفاف إلى جانب الضعفاء، بينما هم في الحقيقة يقتاتون على معاناتهم، تاركين الساكنة أمام وعود متبخرة وواقع يزداد قتامة. فهل ستجد القرية يوما من ينقذها من هذه الدوامة؟ أم أن المصالح الشخصية ستظل تتحكم في مصيرها؟