مقالات الرأي

تجدد محاولات الاختراق الاسرائيلي للإعلام المغرب.

   خالد أخازي: روائي وإعلامي مستقل 

إن لم تتكلموا اليوم كأقلام حرة في الأدب والفكر والإعلام والسياسة ارتباطا بقضايا الحرية والعدالة والكرامة، فمتى تتكلمون…؟

الإبادة مستمرة… لن توقفها مطابخ السياسة ولا تلكؤات المفاوضات المزيفة، ولا الوساطات الحائرة بين غرب جامح وموقف عربي جانح…

الصهيونية لم تجد ندا يردها… وتماطل حتى تفني شعبا ونحن نكتب كأننا بلا ضمير إنساني ونتوارى عن الأنظار….

نكتب عن جذري القردة…

نكتب عن الكلاب الضالة…

نكتب عن جامعات رياضية، هي جزء من بنية ريع ذريع… عدا من من عليها بحكيم “شبعان”

العالم الحر مغلوب على أمره أو متواطئ… 

والشعوب الغربية لا تصلها غير السردية الصهيونية عبر إعلام تحكمه البنية السرية أو العلنية الصهيونية…

إما أن نتكلم اليوم للتاريخ ولشعبنا وكل العالم… أو نصمت إلى الأبد…

إن لم نعبر عن موقفنا بقوة وإلحاح ضد ما يقع في غزة من إبادة جماعية منهجية طالت أكثر من 50 ألف فلسطيني ثلثهم أطفال، فمتى نكون أقلاما حرة… وضمائر تميل حيث كرامة الإنسان وحقه في الحياة والوجود العيش الكريم…؟

 إن لم نندد بآلة القتل العمياء الصهيونية التي استهدفت حتى الصحافيات والصحافيين أنفسهم في القطاع و في الضفة، فمتى نتكلم…؟ 

هل يليق بالأقلام الحرة من صحافيين وأدباء ومفكرين أن تهرب القلم خوفا أو طمعا في والفن والإبداع بعيدا عن الجرح الفلسطيني الغائر ،وشعب غزة يباد، ولا ملاذ له لا كنسية ولا مسجدا ولا مستشفى، ما جدوى الشعر والمقالة والكتابة عامة إن أصبح القلم سقف الفراديس، وقمع النواقيس، واللسان بيان ضغينة في كل شيء من العرق والعقيدة إلى التراث والفضيلة، عدا فلسطين… فهي ليست قضية ألسنة تصهينت باسم الحداثة والهوية…وحماسو- فوبيا…

كانت الصحافة وستظل وفية لأعرافها التاريخية، تحميها قوانين حماية الصحافيين في بؤر الصراع، إلى أن أنتج لنا السعار الصهيوني حربا غير متوازنة لا تريد فيها شهودا على القتل الجماعي للأطفال باستهداف كل عين كاميرا حيث غدا شهود الحقيقة في الميدان هدفا لقناصة الاحتلال وفوهات دباباته ومدافعه…

إن لم يتكلم الصحافيات والصحافيون الأحرار اليوم فمتى يكون لقلم وكاميرا وصوت الإعلام وظيفة نقل الحقيقة ومواجهة استراتيجية صهيونية للتضليل ونسج سردية يتحول فيها الجلاد إلى ضحية…؟

هذا موقفي أجهر به ليكون شهادة أمام التاريخ…..

سيعلم أحفادي أنني كنت هنا…

ولم أهرب من ضمير الأمة…

 في زمن تمتحن فيها الضمائر الحرة، قبل الأقلام الفكرية والأدبية والصحافية، هل بقي للتطبيع من جدوى و الخيبات تتوالى منذ كذبة  أوسلو..؟

الغطرسة الصهيونية… تقلب طاولة المفاوضات كل مرة…

تريد إطالة العدوان… لتسحق غزة الإنسان والخريطة والأمل. 

 نعيش على صدى محاولة اختراق للإعلام في لحظة زمنية فارقة في تاريخ الصحافة، مؤشر خطير على الخذلان والسقوط في الهاوية… وفضيحة وعار…

إما أن نكون أو لا نكون… ولا كينونة للصحافة دون مناهضة التطبيع الذي لم يعد احتمالا ممكنا للمستحيل والتنديد بالإبادة الصهيونية الجماعية… أضعف الإيمان….

 محاولة مصالحة الصحافة المغربية وتاريخها المشرق في مواجهة الظلم والقهر ونصرة قضايا فلسطين، كعقيدة مغربية راسخة تاريخية… ضرورة ملحة الآن…لا داعي للهروب من المسؤولية الحضارية والإنسانية…

أن تكون في غير الصف الفلسطيني اليوم بالذات فأنت خارج الوجدان الشعبي …

أن تهرول نحو الاسطبل الصهيوني فإنك خارج الإجماع المغربي تاريخيا وحضاريا…بدعوة من مكتب الاتصال الصهيوني…

محاولة إنعاش ضمير الصحافة المغربية في لحظة خطيرة، عقب محاولات ممنهجة لعمليات اختراق صهيوني ولقوى حليفة للمخطط الصهيوني، أن تصمت هو انتصار للإبادة الجماعية وقتل الأطفال وتخريب البيوت وتجويع الشعوب في أوسخ حرب ضد الإنسانية…أن تهرول هو سقوط مدوي للقيم الإنسانية…

إن لم نتكلم اليوم متى نتكلم…؟

التطبيع على الأقل استنفد زمنه، والصهيونية أبانت عن قمة همحيتها وأفرز فرقة وصولية تقتات من العار والنزيف على حساب قضية فلسطين العادلة… فرقة الإعدام للموقف المغربي التاريخي والمنسجم وعمقه الحضاري والقيمي…

لأنني حر… ولأن لا مواثيق ولا عهود للقتلة والجلادين…

أعلن أن الصهيونية هي الخطر الأكبر فهي لا تؤمن بالسلام… ولا بالحق في الحياة…فهل مازال للتطبيع جدوى…؟

نعلم أن الكيان الغاشم ينتحر، يتآمل.. كلما طال أمد العدوان…

اليوم… وسط الدماء والأشلاء والنحيب والخذلان… كل قلم عليه ألا ينسى أن العدالة والحرية والكرامة هي مرجعية كل كتابة مسؤولة…

الكتابة… تفويض عن الألم الجماعي..

الكتابة شهادة… وصخب في وجه العبث 

 التطبيع زادَ العدو الغاشم تجرؤًا على القتل والإعدام العلني للصحافيات والصحافيين…

مازالت تصلنا أخبار متواترة عن توصل عدد من الصحافيات والصحافيين بدعوات يائسة من نائب المسؤول المعين حديثا لمكتب الاتصال الآسرائيلي، دعوات يراد منها كالعادة اختراق جديد للجسم الإعلامي لتصريف السردية الصهيونية المزيفة، وستعقبها زيارات لفلسطين المحتلة…

إني أدين هذه الخطوة الرعناء، لما لها من انعكاسات خطيرة … وتصدع في. الموقف المغربي…

 شخصيا أثق في أن الجسم الإعلامي الحر والوطني متماسك وواع بأدواره الحضارية والإنسانية في زمن الإبادة الصهيونية مما سيجعله يجهض مخطط التطبيع الإعلامي، أما القلة المهرولة فلا شرعية لها إعلاميا ولا إنسانيا…

رفض التطبيع مع كيان مارق قاتل للأطفال مهجر لشعبنا في غزة، هو رفض للغطرسة والاستكبار للمحتل الصهيوني الذي مازال يغتال شهود الكاميرا والقلم حتى يبدد معالم جريمة دولية، أرفض هذه الرعونة الصهيونية بمحاولة جديدة لاختراق الصحافة المغربية بهذه الدعوات اليائسة.. 

لم أعد أطيق الصمت…

إلى كل قلم حر…

كن على موعد مع الحقيقة… مع الحق والعدالة ضد القهر والإبادة، برفضك للتطبيع، وتنديدك بمحاولة مكتب التواصل الصهيوني اختراق الجسم الصحفي…

لا تنس أن الصهاينة قتلوا أكثر من ثمانين صحافيا…

لا تنس أنهم قتلوا أكثر من 30 ألف طفل..

لا تنس أنهم قصفوا البيوت والمدارس ودور العبادة والمستشفيات…

لا تنس أن في هذه اللحظة مازال الدم الفلسطيني يراق والعالم ينظر.. 

لا تنس أن الصحافة ليس مجرد قناة للخبر، إنها معركة يومية من أجل الحقيقة، ومع التطبيع تضيع الحقوق، تزيف الحقيقة لتخدم القاتل…

أيها الصحافيات والصحافيون…

 التطبيع بلا جدوى والصهيونية تبيد شعبا بكامله… كن مع القضية العادلة… ارفص الإبادة… فلسطين أكثر من مجرد قضية… إنها نبع إلهام تاريخي للصمود من أجل الحرية..

كن مع الحق والقضايا العادلة…

لا تسمحوا لمكتب التواصل الإسرائيلي أن يصرف سرديته من خلال الصحافة…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock