تاونات: خدوش وشروخ داخل حزبين إطلالة على صراع داخلي مرشح للانفجار.
عبد النبي الشراط
لنبدأ هذه المرة بلا مقدمة، ونخالف بعض القواعد الصحفية.
– حزب الأصالة والمعاصرة داخل جهة فاس مكناس، وبإقليم تاونات خاصة.
– حزب التجمع الوطني للأحرار داخل تاونات، ودائرة قرية با محمد بالتحديد.
حزب الأصالة يقوده السيد محمد الحجيرة إلى الهاوية، خاصة على خلفية دعوته الأخيرة لمؤتمر منظمة المرأة، الذي أقصى منه جميع النساء المناضلات اللواتي ناضلن إلى جانبه حين لم يكن شيئا يذكر، وأسس لجنة تحضيرية من قريباته، دون أن تكون لهن رابطة سابقة بالحزب.
ويتوقع أن يتعرض السيد حجيرة لعاصفة شديدة من طرف “نساء حزبه” في الأيام القليلة القادمة، وقبل انعقاد ما سماه بالمؤتمر الجهوي لنساء حزب الاصالة والمعاصرة، فبدعوته لنساء لا علاقة لهن بالحزب ولا بالنضال وتهميش طاقات نسائية كان لهن حضورا قويا قبل الانتخابات وما بعدها، وكذلك تأسيسه للجنة تحضيرية صورية من “قريباته” فقط… كل هذه الخروقات قد تعجل بعاصفة لا يتوقعها السيد الحجيرة.
– أما حزب التجمع الوطني للأحرار، وبعد أن تم إقصاء الوزير الأسبق محمد عبو، من الحزب من طرف شخص تنكر لعائلة آل عبو التي كانت سببا في إخراجه من العدم للوجود، فكان رد “الجميل” هو الإقصاء.
هذا الشخص يستحوذ على مهمتين رئيسيتين بإقليم تاونات، فهو رئيس المجلس الإقليمي وهو رئيس “نقابة مجموعةالتعاون” حيث تم إقصاء زميله في الحزب من رئاسة هذه المجموعة، التي كان يرأسها قبله النائب البرلماني نور الدين قشيبل، الذي ينتمي لنفس حزبه، لكن هناك حربا تدور في الخفاء بين أطراف ثلاثة، وهي معركة صامتة الآن لكنها مرشحة للانفجار في أية لحظة، وأقطاب هذه “المعركة” أو الثلاثي الحزبي (السلاسي، قشيبل، الميسوري). هذا الأخير يتربع بدوره على الغرفة الفلاحية بتاونات وهو بذات الوقت مستشار برلماني.
خلاصة القول: إذا كان “الحزب” أي حزب معناه أن يجتمع أشخاص داخله على الحد الأدنى من الافكار والتصورات، ويفترض أن يكون هنالك تآلف ولو نسبي داخل الحزب، فإن الأمر يختلف في قصة “الأحرار والأصالة” بتاونات على الأقل.
الكل مع الكل ظاهرا، والكل ضد الكل من وراء ستار.
لنتابع ونرى التوقعات.